زادت معدلات تدخين المرأة العربية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.. لكن الدراسات الحديثة أثبتت لحسن الحظ أن التدخين مع التدريب الرياضي ربما يكون أقل خطرًا من التدخين بدون تدريب رياضي.
أضرار التدخين
لهذا التوجه الحديث أهمية كبيرة خاصة إذا علمنا حجم الأضرار التي قد تصيب المرأة جراء التدخين؛ فقد أثبتت الدراسات أن معظم المدخنات يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية, ويصلن إلى سن اليأس في سن مبكرة, كما أنهن أكثر معاناة في أشهر الحمل.
وقد يؤدي ممارسة عادة التدخين إلى الترسيب في الأنسجة الخاصة بالرئتين ما يفقدها جزءًا من مطاطيتها, كما يؤثر سلبًا على حالة الرئتين والجهاز التنفسي و يعمل على الإقلال من مقدرة الفرد على استهلاك الأوكسجين فالسعة الحيوية لدى غير المدخنات أعلى من المدخنات.
فضلًا عن أعراض مرضية متفاوتة ومتداخلة مثل الإعياء المستمر وارتفاع الضغط وسرعة ضربات القلب والغثيان والاختناق والدوخة والصداع وآلام في العضلات والأرق، خاصة لدى السيدات المدخنات من سن 20 – 55 سنة.
الرياضة والتدخين
وبالرغم من أن التدخين عامل سلبي وعنصر هدام للياقة البدنية, إلا أن التدخين مع التدريب الرياضي ربما يكون أقل خطرًا من التدخين بدون تدريب رياضي, فربما ساعد التدريب على تحسن حالة الأجهزة الحيوية, الأمر الذي يجعل المرأة المدخنة أشد احتمالًا لأضرار التدخين؛ فالتدريب وما يصاحبه من شدة وعمق في التنفس يعملان على التنقية من شوائب التدخين.
كما أن سرعة حركة الدم المصاحبة للتدريب قد تساعد على التخلص جزئيًا من آثار النيكوتين المتراكم على جدران الرئتين فيقلل من أخطاره. كما يعمل النشاط البدني المنظم على زيادة كفاءة الأجهزة الحيوية وتغذية القلب وخلايا الجسم بطريقة أفضل.
وقد أظهرت نتيجة العديد من الدراسات والبحوث أهمية التمرينات الرياضية في رفع اللياقة الفسيولوجية؛ حيث تشير نتائج هذه الدراسات إلى تحسن الكفاءة الفسيولوجية وإنقاص الوزن وخفض مستوى الكولسترول بالدم وتحسن في بعض الجوانب البدنية والأنثربومترية.
كما أن عمل العضلات الكبيرة أثناء التدريب له أثر على عضلة الحجاب الحاجز وعضلات الصدر, ويزيد من حجم الأوكسجين الداخل إلى الرئتين عند الشهيق ما يعمل على تحسين كفاءة الجهازين الدوري والتنفسي, أي أن ممارسة التمرينات الرياضية تؤدي إلى تحسن السعة الحيوية.
عدد مرات التدريب
واتجه الباحثون إلى إجراء العديد من الدراسات لمعرفة عدد مرات التدريب اللازمة للسيدات المدخنات ومن لديهن زيادة في الوزن كدراسة «شون جونسون Chon Johnson » التي هدفت إلى معرفة تأثير اختلاف عدد مرات التدريب بالتمرينات الرياضية على المتغيرات الفسيولوجية وذلك بين مجموعة تؤدي التمرينات الرياضية مرتين أسبوعيًا وبين مجموعة تؤدي ثلاث مرات أسبوعيًا, وكانت النتيجة لصالح المجموعة التي تدربت ثلاث مرات. ومن أمثلة هذه الدراسات أيضًا دراسة «مونسيل سارلي Monical Cearly» التى هدفت إلى تحديد الفارق بين برامج تدريبات الإيروبيك التي تؤدى 6 مرات أسبوعيًا والبرامج التي تؤدى ثلاث مرات أسبوعيًا وكانت نتائجها لصالح المجموعة التي تؤدي 6 مرات أسبوعيًا وبذلك نجد أن أقل عدد مرات تدريب هو 3 وأكثرها هو 6 لكي تحصل المرأة على نتائج واضحة وإيجابية في إنقاص الوزن وإزالة الآثار السلبية للتدخين.
د. عبير السيد