الطعام من أهم اللغات التي يتم عن طريقه التعبير عن حفاوتنا بشخص ما أو عن مشاعرنا تجاه الآخرين.
وهناك أطباق أو أنواع من الحلوى تُسمى بأسماء المناسبات التي قُدمت فيها إما عند توقيع معاهدة أو اتفاقية، مثل (كيكة البلاك فورست) أو (كيكة سخر).
كانت والدتي- رحمها الله- عندما تُعد الطعام تهتم به أكثر وكلما كانت شخصية المدعو قريبة زاد الاهتمام بطعامه.
مثال على ذلك أنها عندما كانت تعد طبق ملفوف (محشي الكرنب) أو ورق العنب، تستغرق وقتًا أطول في التحضير، ربما لأن حجم ورقة الكرنب أو ورقة العنب تصبح أصغر. الطريف أنه كلما كان المدعو مهمًا صغر حجم الورقة.
ونحن كقوم نحب المجاملات ونتفنن في حُسن الضيافة ونبذل فيها الكثير من المال والوقت والجهد. ويتم إعداد المائدة أو الطبلية، (مائدة مستديرة منخفضة يجلس حولها الآكلون دون مقاعد أي على الأرض مباشرة). فتجد الطعام هو اللغة الوحيدة الموجود في جميع المناسبات الاجتماعية.
ولكن.. هل يمكننا كعرب أن نصل للأمم الأخرى عن طريق طعامنا؟
شخصيًا أحاول منذ سنوات إعداد برنامج تلفزيوني باللغة الإنجليزية يدور حول الثقافة العربية الغذائية يبدأ بزيارة لأحد الأسواق في بلد عربي معين ويعرف بطريقة تقليدية إعداد طبق يشتهر به هذا البلد.
وفي النصف الثاني من البرنامج يتم عمل زيارة لمحلات السوبر ماركت في إحدى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة نقوم خلالها بشراء مكونات الوجبة ذاتها ثم تحضيرها بطريقة سهلة وسريعة تتماشى مع طبيعة العصر. وبذلك يستطيع المشاهد الغربي إعداد الوجبة أو الطبق العربي مع إمكانية زيارته للدولة العربية والتعرف على حضارتها من خلال مطبخه.
وسبب ذكري لهذا الآن ما وجدته من معلومات شيقة عن تأثير مطبخنا العربي في المطابخ الأخرى. وقد وصل الأمر إلى حد تسمية بلد كامل باسم عربي هو «البرتغال» التي تعني «البرتقال» وذلك لكثرة زرع البرتقال بها بعد ما نقله العرب من الصين لاستخدامه في إعداد مشروب حمضي بديل عن النبيذ المحرم في الإسلام.
الشيف/ أسامة السيد
المصدر: مجلة عالم الغذاء – العدد 121