تنقسم الدهون الغذائية إلى دهون حيوانية وأخرى نباتية.
أما الدهون الحيوانية، فيما عدا زيت السمك، فمضرة بالصحة، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى الإصابة بقائمة طويلة من الأمراض.
أما الدهون النباتية، ومعظمها على هيئة زيوت سائلة، فيما عدا زيت الكاكاو وزيت جوز الهند، فهي أقل ضررًا، بل إن بعضها يساعد في علاج الأمراض والوقاية منها.
لا تفرط
إن الإفراط في تناول الدهون يضر بصحة الإنسان ويسبب الإصابة بالأمراض- خصوصًا إذا كانت من مصدر حيواني- كما أن تناول الدهون التي تعرضت للأكسدة «الزرنخة» بسبب سوء التخزين، يؤدي إلى خطر مضاعف على صحة الإنسان.
ومن أهم مصادر هذه الدهون الضارة الأغذية المحفوظة والمحتوية على الدهون، والأطعمة الدهنية المختزنة لفترات طويلة، مثل الكعك والبسكويت والحلويات والفطائر وشرائح البطاطس المحفوظة «الشيبس».
وتعجل الدهون المؤكسدة بالشيخوخة وأمراضها لأنها تتلف خلايا الجسم وتحدث تدميرًا في الحمض النووي بالخلية، مما يترتب عليه الإصابة بأمراض القلب والشرايين والجهاز المناعي والسرطان.
وإن الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة – في الغالب دهون حيوانية- والأغذية التي ترتفع فيها نسبة الكولسترول، مثل صفار البيض والمخ والدهون الحيوانية. يؤدي إلى الإصابة بجلطة الشريان التاجي وأمراض القلب والسمنة ومضاعفاتها، مثل أمراض السكر وضغط الدم المرتفع وأمراض الجهاز التنفسي والعقم والتهاب المرارة وحصوة المرارة والتهاب الكبد والتهاب المفاصل والعظام والإصابات الجلدية وسرطان القولون والمستقيم والبروستاتة والثدي والرحم والمبيض.
دهون للعلاج
وأوضحت الدراسات أن بعض الدهون يفيد في علاج الأمراض والوقاية منها. فزيت الزيتون يساعد في المحافظة على الشباب والحيوية، ويقلل نسبة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
وتنخفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللائى يتناولن زيت الزيتون في أطعمتهن لأكثر من مرة في اليوم، بينما ترتفع بين النساء اللائي تقل كمية زيت الزيتون أو تنعدم في طعامهن اليومي. حيث تقل هذه النسبة بحوالي 35٪ بين النساء اللائي يتناولن زيت الزيتون بمقدار ملء معلقتي شاي يوميًا.
كما أن الذين يستهلكون زيت الزيتون بكميات كبيرة تقل بينهم نسبة الإصابة بأمراض القلب، لأنه يساعد على تقليل نسبة الكولسترول، كما يقوي من فعالية فيتامين (هـ) وهو من أهم مضادات الأكسدة ضد كثير من الأمراض.
والزيت الحار مفيد صحيًا ويساعد على تجديد الحيوية والنشاط والوقاية من أمراض الكولسترول والقلب، كما يفيد في المحافظة على الشباب وتأخير الشيخوخة وتقليل احتمال الإصابة بأمراض الشيخوخة.
أما الزيت الحيواني الفريد في فوائده الصحية فهو زيت السمك، ويحتوي على مقادير عالية من الأحماض الدهنية «أوميجا– 3»، وهي مواد ثبتت فعاليتها في علاج أمراض عديدة وفي الوقاية منها، مثل ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب والشرايين والجلطة وضغط الدم المرتفع، ومضاعفات مرض السكر.
ولذلك، فإن الاختصاصيين ينصحون بتناول الأسماك ثلاث مرات في الأسبوع بعد أن بينت البحوث الحديثة أن آكلي الأسماك نادرًا ما يصابون بأمراض القلب والجلطة، وخصوصًا الذين يتناولون بصفة مستمرة الأسماك الغنية بالحموض الدهنية «أومجا – 3» وهي أسماك السردين والتونا والماكريل والسالمون والرنجة والأنشوجة.
أ. د. عز الدين الدنشاري – أستاذ علم الأدوية