النيكوتين هو مادة مسببة للإدمان توجد في منتجات التبغ، وعندما يتم استنشاقه يعبر الحاجز الدموي الدماغي بسرعة ويرتبط بمستقبلات النيكوتين في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز العديد من النواقل العصبية، بما في ذلك الدوبامين، الذي يولد شعورًا بالمتعة والهدوء.
ومع الاستخدام المتكرر للنيكوتين، يطرأ تغييرات على الدماغ بما في ذلك زيادة عدد مستقبلات النيكوتين. وتؤدي هذه الزيادة في المستقبلات إلى تحمُّل الجسم للنيكوتين، مما يتطلب جرعات أعلى من النيكوتين لتحقيق ذات التأثيرات السابقة. وتؤدالنيكوتيني هذه الزيادة في التحمُّل إلى الإدمان على النيكوتين، ويمكن أن يظهر الإقلاع عن التدخين أعراضًا للانسحاب بما في ذلك التهيج والقلق وصعوبة التركيز.
إضافة إلى ذلك، يؤثر النيكوتين على وظيفة المخ من خلال التدخل في الأداء الطبيعي للأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي مهم في التعلُّم والذاكرة. ويمكن أن يؤدي هذا التدخل إلى ضعف الذاكرة وانخفاض الوظائف المعرفية.
وكذلك تم ربط استخدام النيكوتين بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف. وأظهرت الدراسات أن استخدام النيكوتين على المدى الطويل يمكن أن يتسبب في تلف الأوعية الدموية في الدماغ، وهذا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، مما يزيد من خطر التدهور المعرفي.
ويؤدي النيكوتين إلى انقباض الأوعية الدموية، مما يرفع ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأوعية الدموية والقلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، يُدخل تدخين السجائر عددًا من المواد الضارة الأخرى إلى الجسم، بما في ذلك أول أكسيد الكربون. ويرتبط أول أكسيد الكربون بالهيموجلوبين في الدم، مما يقلل من كمية الأكسجين التي يمكن نقلها إلى أنسجة الجسم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص الأكسجين في الجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يمكن أن يكون للإقلاع عن التدخين آثار إيجابية فورية على نظام القلب والأوعية الدموية. في غضون ساعات قليلة من الإقلاع عن التدخين، يبدأ ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في الانخفاض، وفي غضون أيام قليلة، تعود مستويات أول أكسيد الكربون في مجرى الدم إلى طبيعتها. بمرور الوقت، ينخفض أيضًا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.