أمام لفيف من المشاركين في اجتماع اتحاد القلب الأمريكي (AHA)، قال باحثون من جامعة ماساتشوسيتس (Massachusetts) إن التمارين الرياضية المعتدلة كافية لرفع معدل ضربات القلب إلى السرعة المطلوبة التي تمنحه الوقاية.
وأكد أحد المشاركين في البحث عدم صحة المقولة الأمريكية المشهورة: “لا فائدة بدون تعب” No pain, no gain، مضيفًا أنه ليس من الضروري أن تكون التمارين عنيفة ومعقدة حتى يحقق المرء الفائدة المرجوة منها.
جاء ذلك بعد أن درس الباحثون حالة 84 شخصًا سمينًا لجؤوا إلى متخصصين لمساعدتهم في تحديد كمية النشاط الرياضي الذي يحتاجونه للتعامل الأمثل مع مشكلتهم.
في البداية قام الخبراء بقياس معدل ضربات القلب واستهلاكه للأوكسجين عندما يمشي أفراد العينة على جهاز المشي. تم ذلك بزيادة تدريجية في انحدار الجهاز إلى أن يشعروا بالتعب.
وفي يوم آخر، طلب من المشتركين المشي مسافة ميل واحد على الجهاز مع المحافظة على سرعة “متقدمة نسبيًا ولكنها مريحة”.
وأثناء تمرين المشي الحر (مسافة الميل الواحد)، حقق 13 من المشاركين بالدراسة قوة معتدلة من المجهود بين 55 و%69 من معدل نبض القلب الأقصى، بينما حقق 58 منهم قوة كبيرة بين 70 و89%، وحقق 13 منهم قوة كبيرة جدًا من المجهود بين 90و 100%، أي أن جميع المشتركين حققوا المستوى المنشود من المجهود البدني- قياسًا على معدلات سرعة نبض قلوبهم السابقة على جهاز المشي.
وبالنظر إلى التمرينين،( المشي المحدد السرعة، والآخر المحدد المسافة ولكن يترك فيه للمشترك السير بالسرعة التي يرتاح لها)، فإنه عندما اختار كل مشترك في الدراسة السرعة بنفسه فإن معدل نبض قلبه ومستوى إرهاقه كان ما يزال في المدى الآمن، ولكنهما كانا من القوة الكافية التي تخوله تحسين لياقة قلبه.
يمكن تلخيص النتائج في جملة وجيزة هي: أنه يمكن تحسين لياقة قلبك ببذل القليل من الجهد يوميًا، ولكن إذا لم تفعل هذا (القليل) فإنك تخسر (الكثير).
كما توصل البحث إلى إضافة ثمينة تتعلق بالاعتدال هي: إذا لم تفعل شيئًا على الإطلاق فإن خطر إصابتك بشيء في القلب أكبر من شخص يمارس الرياضة. ولكن إذا أخذت تجري 15 ميلاً كل يوم، فإن ذلك الخطر سيأخذ في الزيادة من جديد.
من جهة أخرى، فإن ممارسة نشاط معتدل كل يوم وبمعدل 30 دقيقة على الأقل 5 مرات في الأسبوع كفيلة بإضفاء الحماية على قلبك. ولعلنا قياسًا على هذه التوصية نقول إن المشي السريع نسبيًا 30 دقيقة كل يوم، خمس مرات في الأسبوع، قد يتلاءم مع هذه التوصية.
وما رأيكم في مقياس المشي لمساعدتكم؟
فقد أوصى الأطباء في بريطانيا مرضاهم بلبس ما يسمى بمقياس المشي (step-o-meter) حتى يلتزموا بالسير والمشي مسافة معينة كل يوم.
وفي المناطق التي تشتهر بارتفاع الإصابة بحالات القلب فيها يوصي الأطباء مرضاهم بلبس الجهاز لحثهم على مزيد من المشي كوسيلة من وسائل الوقاية، بصرف النظر عن حالة قلبهم.
التحرك من قبل الأطباء يأتي ضمن ما يسمى بمبادرة: المشي يؤدي إلى الصحة (Walking the way to Health Initiative).
وحسب الخبراء، فإنهم ينصح بمشي ما لا يقل 10 آلاف خطوة كل يوم، إلا أن الناس بالمعدل لا يسيرون أكثر من 3 آلاف.
د . كيفين شانير (Kevin Channer)- استشاري أمراض القلب