أظهرت دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للسلوك الصحي أن العادات والأنماط الغذائية التي اعتادتها الأم تؤثر على نوعية غذاء بناتها وطبيعته، خصوصًا ما يتعلق بتناول أطعمة دسمة غنية بالدهون.
ووجد الباحثون في جامعة براون الأمريكية أن الأمهات اللاتي يتصرفن بطرق جيدة صحيًا أو غير جيدة يعلّمن هذه التصرفات والسلوكيات لأطفالهن، خصوصًا بعد أن تبين وجود علاقة بين كمية الدهون التي تأكلها الأم وبناتها في سن المراهقة، بينما لم يكن لاستهلاك الأم من الألياف أي تأثير على كمية الألياف التي تستهلكها ابنتها.
ولاحظ الخبراء أن تحديد استهلاك الأطعمة الخفيفة الغنية بالدهون والوجبات السريعة قد يكون أهم السلوكيات الغذائية التي تختارها البنات لتقليد أمهاتهن كمحاولة للحمية والسيطرة على الوزن، بينما لا تكون الألياف من المواد المستهدفة في مجال تخفيف الوزن.
وقام الباحثون بمتابعة العادات الغذائية لحوالي 400 أم وبناتهن في المناطق الريفية من نيويورك وفيرجينيا لمدة سنتين، وتسجيل كمية الدهون والألياف التي استهلكوها مع الأخذ في الاعتبار عوامل البيئة المنزلية والعوامل الديموغرافية.
واكتشف الخبراء أن الأطفال السود أكثر تأثرًا بغذاء أمهاتهم، وقد لوحظت العلاقة بين ما أكلته الأم وما أكله أطفالها جلية عند البنات فقط، وكان أقوى تأثيرًا بين الأمهات السود وبناتهن، مشيرين إلى أن الرابطة بين العادات الغذائية للأم والابنة لا تزال غامضة، فعلى سبيل المثال إذا كانت إحدى البنات تستهلك 100 غرام من الدهون يوميًا والابنة الثانية تأكل 75 غرامًا منها فإن 25% فقط من الاختلاف يرتبط باستهلاك الأم للشحوم، بينما تتسبب الـ 75% الباقية عن عوامل أخرى.
ويرى الخبراء أن هناك حاجة واضحة لفهم البيئة المنزلية وتأثيرها على سلوكيات الأكل عند الأطفال والمراهقين التي قد تضعهم في خطر أعلى للإصابة بأمراض خطيرة في حياتهم اللاحقة.