الفرنسيون يتناولون كميات أكبر من الدهون، مقارنة بالأمريكان، نتيجة التهامهم لكميات هائلة من الجبنة الفرنسية والكرواسانات والمعجنات. ومع ذلك فإن 7% فقط منهم يدخلون في زمرة السمناء، أي أقل 3 أضعاف عن النسبة بين الأمريكيين.
والآن، يعتقد الباحثون في كلا الجانبين من المحيط الأطلنطي أنهم توصلوا إلى سر هذه اللغز. والجواب بكل بساطة يكمن في حجم الوجبات، فهي أصغر في فرنسا.
فقد قارن باحثون من جامعة بنسلفانيا والمركز الفرنسي للأبحاث العلمية (CNRS)، بين أحجام الوجبات التي تقدم في المطاعم، وبين تلك التي ترد في كتب الطبخ الفرنسية وفي الولايات التحدة. فقاموا بوزن 11 نوعًا من أماكن بيع الطعام المشابهة في كل من باريس وفيلادلفيا، وتشمل أيضًا مطاعم الأكلات السريعة ومحلات بيع البيتزا والآيسكريم. ووجدوا أن الأمريكان يحصلون على كميات أكبر بكثير من الطعام الذي يحتويه الطبق الواحد الفرنسي.
وفي الوقت الذي يحصل الشخص في باريس على ما معدله 277 جرامًا في طبقه، فإن شبيهه في فيلادلفيا يحصل على 346 جرامًا في المتوسط، أي بزيادة حوالي 25%.
وأظهرت النتائج أن الفرق في أحجام الوجبات كان أكبر عندما قارن الباحثون عددًا من سلاسل المطاعم المشهورة عالميًا في كلتا المدينتين. فمثلاً في المطاعم الصينية كان الأمريكان يحصلون على وجبات يزيد حجمها 72% عن الوجبات التي كانوا سيحصلون عليها لو طلبوا نفس الوجبة في باريس.
حتى الشوكولاته والزبادي
قارن الباحثون أيضا قطع الشوكولات وعلب المشروبات الغازية وشطائر «هوت دوج» على جانبي الأطلنطي. وهنا أيضًا وجدوا الوجبات الأمريكية أكبر. فمثلاً قطعة الشوكولاته في فيلادلفيا كانت في المتوسط أكبر من مثيلاتها في باريس 41%. أما المشروب الغازي فكان في المتوسط أكبر بنسبة 50%، والهوت دوج بنسبة 63%. وكانت حصة الزبادي في الولايات المتحدة أكبر بنسبة 82%.
تفسيرًا للنتائج، يقول الخبراء إنه في الوقت الذي يأكل الفرنسيون كميات أكبر من الدهون فإنهم على وجه المجموع يأكلون كميات أقل من السعرات، وهي سعرات تتراكم عبر السنين لتعطي هذا الفرق الكبير بين الشعبين في أعداد السمناء.
للمعلومية، فإن أرقام منظمة الصحة العالمية وغيرها، تشير إلى أن هناك حوالى 1.7 مليار سمين (رسمي) في العالم.
مجلة العلوم النفسية
(Journal of Psychological Science)
