جاء ذكر لبعض التوابل في القرآن الكريم منها توابل الخضراوات كالبصل والثوم الذين ذكرا معًا في آية واحدة هي الآية (61 من سورة البقرة)، حيث يقول تعالى مبينًا جحود اليهود وتمردهم على رسول الله موسى عليه السلام فيقول: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)، وقيل في تفسير معنى فومها هو ثومها، والله تعالى أعلم بمراده.
ومن المشهور عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه نهى عن أكل البصل والثوم والذهاب إلى المسجد مباشرة، وروي البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أكل البقلة (وفي رواية) البصل والثوم، فلا يقرب مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بني آدم”.
أما الخردل، وهو أحد التوابل المشهورة، ويعرف في مصر باسم المستردة، فقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم مرتين، الأولى في سياق الحديث عن عدل الله المطلق وعلمه الواسع، حيث قال تبارك وتعالى في الآية 47 من سورة الأنبياء: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين). وفي تعبير إلهي معجز يصف القرآن الكريم علم الله وشموله وقدرته وعدالته على لسان لقمان الحكيم في الآية 16 من سورة لقمان، فيقول تعالى: (يا بني إنها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير).
وذكرت كتب الحديث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذكر الخردل، ففي صحيح البخاري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها وقد اسودوا، فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية”. وأخرج ابن ماجه عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من إيمان”.
ويعتبر الريحان من التوابل قليلة الاستعمال إلا أن بعض الشعوب تستخدم أوراقه في الحساء والسلاطة وطهي اللحوم وفي تعطير الحلوى والفطائر. وقد جاء ذكر الريحان في القرآن الكريم مرتين في مجال سرد بعض نعم الله سبحانه على عباده في الدنيا والآخرة، ففي سورة الرحمن يقول تعالى: “والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام، والحب ذو العصف والريحان”. وأما في سورة الواقعة، فيقول تعالى مبينًا ما ينتظر الأتقياء من نعيم في الآخرة: (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم).
وهناك أحاديث صحيحة ذكر فيها الريحان، ففي صحيح مسلم عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “من عرض عليه الريحان فلا يرده، فانه خفيف المحمل طيب الريح”. واخرج الترمذي عن النبي أنه قال: “إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده، فإنه من الجنة”.
كما ذكر الريحان في أحاديث نبوية أخرى.
وذكر المولى سبحانه الزنجبيل في القران الكريم في الآية 17 من سورة الإنسان في سياق وصف الله سبحانه للنعيم الذي ينتظر عباده الصالحين في الجنة فيقول تعالى: (ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلاً). وأورد أبو نعيم في الطب النبوي، وكذلك ابن قيم الجوزية والذهبي عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أنه قال: “أن ملك الروم أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جرة فيها زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة”.
أما الزعفران أو السعفران، كما ينطق أحيانًا، فكان يستخدم تابلاً ويستخرج منه صبغة تصبغ بها الملابس. وقد ورد الزعفران على لسان المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فثبت في الصحيح أن الرسول الكريم نهى أن يتزعفر الرجل. كما نهى – صلى الله عليه وسلم – أن يلبس المحرم أو المحرمة ملابس مصبوغة بزعفران. وفسر البعض هذا النهي على أساس أن الزعفران يهيج الباه والمحرم لا ينبغي له ذلك.