سرطان الرئة هو أحد أكثر أشكال السرطان فتكًا، ويتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويًا. غالبًا ما يتم تشخيص المرض بعد فوات الأوان، مما يقلل من فرص الشفاء.
تشير دراسة جديدة إلى أن الذكاء الاصطناعي (AI) قد يتفوق على البشر في فحص سرطان الرئة. أظهرت الأداة، وهي نموذج تعلم آلي عالي الأداء، حساسية متزايدة، مما يعني أنها كانت أقل احتمالية للتغاضي عن الحالات التي تتطلب التدخل الفوري.
في الدراسة، قام 20 متخصصًا في الأشعة الصدرية يتمتعون بخبرة تصل إلى 18 عامًا و10 طلاب بتحليل 120 صورة أشعة سينية للصدر دون مساعدة الذكاء الاصطناعي. نصف هذه الأشعة السينية كانت من مرضى سرطان الرئة الذكور في كوريا الجنوبية، والنصف المتبقي كان بمثابة الضوابط.
في جلسة متابعة، أعادت كل مجموعة تقييم الأشعة السينية، بمساعدة الذكاء الاصطناعي عالي الدقة أو منخفض الدقة. تم استخدام نظامين مختلفين للذكاء الاصطناعي دون علم القراء.
أظهرت النتائج أن التعرف الناجح على عقيدات الرئة السرطانية عن طريق الأشعة السينية للصدر ارتفع بشكل ملحوظ إلى 94% عند استخدام بيانات الكمبيوتر. عادة ما تتطور هذه النموات غير الطبيعية بعد الإصابة بالعدوى، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن تكون مؤشرًا على الإصابة بالسرطان.
تؤكد نتائج الدراسة على أهمية استخدام ” الذكاء الاصطناعي عالي الأداء التشخيصي “. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن التعريفات يمكن أن تختلف بناءً على المهمة المطروحة والسياق السريري المحدد.
في حين أن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه تحديد كل شذوذ قد يبدو خاليًا من العيوب، فإن تطبيقه العملي في تقليل عبء العمل في سيناريو الفحص الشامل سيكون محدودًا.
ومع ذلك، تشير هذه الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يلعب دورًا مهمًا في تحسين دقة فحص سرطان الرئة. ومع ذلك، من المهم تطوير نماذج ذكاء اصطناعي عالية الأداء مخصصة لمهام معينة، مع مراعاة البيئة السريرية التي سيتم تطبيق الذكاء الاصطناعي عليها.
ويخطط الباحثون لتوسيع نطاق عملهم بشأن التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي ليشمل تشوهات أخرى تم اكتشافها في صور الأشعة السينية للصدر والصور المقطعية. غالبًا ما يتم تشخيص سرطان الرئة بعد فوات الأوان بسبب عدم ظهور الأعراض الأولية. وقد أظهرت الدراسات السابقة قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأمراض القولون، ومرض الزهايمر، والنوبات القلبية، والخرف.