ما أهم الفوائد والتغيرات التي تحدث داخل أجسامنا عندما نصوم، وكيف يتغير سلوكنا ونفسيتنا في شهر رمضان المبارك؟
دعونا نجيب على بعض من هذه الأسئلة، ونقدم لكم نصائح مفيدة لغذاء صحي في هذا الشهر الفضيل.
تغيرات داخلية
بدايةً دعونا نتكلم عن التغيرات الأيضية.. ففي الإنسان العادي يتخلص الجسم من سمومه بوسائل عديدة منها الكبد والرئتان والكلى، والقولون إلخ… فإذا زادت هذه السموم يتم تخزينها في المفاصل والأوعية والعضلات والأعضاء، أي تقريبًا في جميع أجزاء الجسم مما يسبب الآلام المختلفة والأمراض.
أما جسد الصائم فيحافظ على طاقته فيصلح نفسه بشكل أسرع من المعتاد، وينظف نفسه من السموم والخلايا الميتة والأنسجة التالفة والترسبات الدهنية والأمراض والخراجات وحتى الأورام في بداية تكوينها، وفي حالة القضاء على هذه العوائق يصبح الأيض في حالة مثالية. وعندما نصوم فإن جهازنا الهضمي يرتاح، وبذلك يتم تنقية الأمعاء والمعدة والدم والخلايا.
نظرة للبشرة
وللصيام فوائد أخرى متعددة، منها جعل البشرة أكثر نعومة، لأن نسبة الماء تقل في الدم فبالتالي تقل في الجلد، فيؤدي ذلك إلى نعومة البشرة، ويساعد في علاج أمراض الجلد. كما يساعد في التخسيس عند اتباع نظام غذائي ملائم مصحوبًا بالرياضة التي تعتبر مفيدة في شهر رمضان.
كما يحمي الصيام من جلطة القلب والمخ، لأنه يقوم بإنقاص دهون الجسم فهو ينقص من معدل الكوليسترول الضار LDL (بروتين دهني منخفض الكثافة إذا زاد ترسب في جدار الشرايين) ويزيد من معدل الكوليسترول الجيد HDL (بروتين دهني عالي الكثافة يساعد على إزالة الكوليسترول السيئ الزائد في الجسم) في الدم.
ولا تقتصر فوائد الصيام على الجسد فقط فهو أيضًا مهم للصحة النفسية فهو يرفع من الوعي الذاتي، وذلك بسبب تحرر الجسم من السموم فيصبح الشخص أكثر قدرة على التفكير والإبداع ويزيد الاستقرار العاطفي ويقوى الجانب الروحي.
ولكن هذه التغيرات النفسية ربما لا تحدث إلا بعد عدة أيام لأن الجسم في الأيام الأولى للصيام يكون مشغولاً في تنظيف السموم والمواد الزائدة، وبسبب ذلك فخلال الأيام الأولى من الصيام قد يكون هناك فترات من الاكتئاب مصحوبًا بالصداع والآلام المختلفة مما قد يجعل الأيام الأولى للصيام صعبة.
نوف خالد الحجار – متخصصة في الكيمياء الحيوية
