«البوتيوليزم» من أنوع التسمم الغذائي السريع الخطير تسببه بكتيريا «بوتيولينم»، تنمو وتتكاثر في الأوساط اللا هوائية، وتوجد في الأمعاء الغليظة للحيوانات أي أن مخلفات كرش الحيوانات تحتوي على هذا النوع من البكتيريا.
وتلوث البكتيريا اللحوم الطازجة والخضراوات والفاكهة. وتوجد أيضًا في اللحوم المصنعة والمحفوظة التي تم تجهيزها من لحوم ملوثة بالميكروب ومنها اللانشون والسجق والبلوبيف والسمك المملح مثل السردين والفسيخ والتونة.
وحويصلات الميكروب لا تتأثر بالغليان، أما الجراثيم نفسها فتموت بالغليان. ويعني ذلك أن الإهمال في غسل الأطعمة التي تؤكل طازجة أو في غلي الأطعمة وعدم طهيها جيدًا قبل الأكل قد يؤدي إلى حدوث «البوتيوليزم».
إن السم الذي تفرزه هذه البكتيريا له تأثير قوي على النهايات العصبية المتصلة بالعضلات لذلك يحدث شللًا بها.
ومن أعراض هذا التسمم حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، في صورة قيء وغثيان والإحساس بالعطش، وصعوبة في البلع والكلام نتيجة شلل عضلات البلعوم.
وإذا لم يسعف المصاب فقد يمتد الشلل إلى عضلات التنفس ويدخل المصاب في غيبوبة، وقد تحدث الوفاة نتيجة التدهور الحاد في الدورة التنفسية.
أما عن العلاج فيتم بإجراء غسيل فوري للمعدة، وعمل حقنة شرجية للتخلص من محتويات القناة الهضمية المسمَّمة بسرعة، والحقن بالأتروبين، وإعطاء المصاب مطهر للأمعاء، ومحلول الملح والجلوكوز، والحقن في الوريد (التنقيط الوريدي) لمحلول من الجلوكوز مضافًا إليه نسبة من المصل المضاد للبوتيولينم، وعمل تنفس صناعي واستنشاق الأكسيجين.
د. محيي الدين لبنية – استشاري التغذية العلاجية