اللوكيميا من سرطانات الدم التي تصيب بصورة خاصة خلايا الدم البيضاء، وتنقسم إلى أنواع عدة، حسب نوع الخلية المصابة، فهي إما حادة أو مزمنة، وتصيب الأطفال بنسبة أكبر في بعض الأنواع.
ومن المهم أن نقف هنا برهة ونتفحص سبب إصابة جسم الإنسان بالسرطان، وهو يرجع إلى وجود خلل جيني بسيط قد يحصل من تلقاء نفسه أو بسبب إحدى المواد المسرطنة المعروفة في محيطنا الذي نعيش فيه. لكن هذا الخلل الجيني البسيط لا يلاحظ من قبل جهاز المناعة في كثير من الأحيان ربما لضعف هذا الجهاز.
ومع مرور الوقت تبدأ الخلية، التي تشمل أي جزء من الجسم بما فيها خلايا الدم، بالخروج عن السيطرة والتحكم الطبيعي بالنمو والتكاثر، وذلك بخلاف ما يحدث في الخلايا السليمة، وهو ما يؤدي إلى زيادة في الانقسام والتكاثر، ومن ثم ظهور الورم وغيره من أعراض السرطانات المعروفة حسب العضو المتأثر في الجسم.
وبالنسبة لسرطان الدم، فليس له وضع خاص به في مجال الأغذية، ولكنه كغيره من أنواع السرطان يتجاوب مع نفس مبدأ معالجة وتحييد السرطانات الأخرى.
أما فوائد الأغذية وتأثيرها فأهمها الخضراوات والفواكه لاحتوائها على مجموعة من المركبات الطبيعية التي تحد من تطور الخلايا السرطانية ونموها، ومن أمثلتها:
– الفصيلة المتعامدة: مثل الصفراء، والخزامى، والقلقل، والشيرم، وهي نباتات تحتوي على مركبات كبريتية عضوية تزيد من الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة إلى الجسم، كما تحتوي على مركبات تؤثر على أيض الإستروجين لدى الإنسان، وهو ما يوفر لها خاصية التأثير على سرطانات الثدي وبطانة الرحم.
– الفصيلة الزنبقية: مثل البرقوق، وتحتوي على مواد كبريتية تساعد على تحطيم السموم والمواد المسرطنة والتي لها تأثير على مختلف أنواع البكتريا التي تساعد على إنتاج المواد المسرطنة في الجسم.
– الحمضيات: تحتوي على كمية كبيرة من حامض الأسكوربيك (فيتامين c) الذي يحمي جدار الخلايا والمادة الوراثية من عملية الأكسدة الضارة، أي أنه مانع للتأكسد، وكذلك يقلل من تكون النيتروزأمينات المسرطنة. هذا فضلاً عن مركبات الكومارين، والليمونين التي تعمل على تنشيط الأنزيمات المحطمة للمركبات المسرطنة.
– الخضراوات الورقية: تحتوي على «الليونين»، وهي مركبات كاورتينية تعمل كمانع للتأكسد ولها قدرة على ربط الجذور الحرة التي تسبب النمو السرطاني، وهي غنية بحامض الفوليك، فضلاً عن أنها فيتامين ضروري ومهم لبعض الأحماض النووية المكونة للمادة الوراثية في الخلية، ويؤدي نقصها إلى تحطيم الكروموسومات في المواقع المحتملة لنمو السرطانات.
ويعتقد الباحثون أن الحوامل اللواتي يتناولن حامض الفوليك والحديد ينخفض لديهن احتمالات التعرض إلى السرطان المبكر وخصوصًا سرطان الدم عند الأطفال.
– الفواكه والخضراوات الصفراء، مثل القرع والبابايا والشمام والمانجو، تحتوي على كميات كبيرة من «البيتاكاروتين» التي تعمل كمضادات للأكسدة وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة، كما أن قابليتها على التحول إلى فيتامين A يكسبها قدرة إضافية للحد من نمو الخلايا السرطانية.
مكونات هامة
فضلاً عن ذلك، فهناك مكونات توجد في الفواكه والخضراوات، كما يلي:
– السيلينوم: عنصر أساسي يحتاجه الجسم بكميات قليلة جدًا ويوجد في الفواكه والخضراوات، حيث يكون موافقًا للأنزيم الذي يحمي جدار الخلية من تأثير الجذور الحرة المؤكسدة، التي تعتبر من أهم مسببات النمو السرطاني. ويتعاون السيلينوم مع فيتامين E على حماية الأحماض الدهنية عديدة اللاإشباع الموجودة في جدار الخلايا الحية من عملية الأكسدة والتقليل من تكون «النيتروزأمينات» التي تسبب سرطان المعدة.
– الفلافونويدات: مركبات عديدة الفينول تعمل على منع تأكسد الخلايا الحية، وتتوافر بكميات جيدة في الخضراوات والفواكه، خصوصًا في أوراق الشاي، حيث تعمل على طرد المواد المسرطنة من الخلايا وتحطميها.
– الألياف الغذائية: تعمل على زيادة حجم الفضلات وتسرع في مرور البراز من الأمعاء وتقلل فترة التفاعل بين المواد المسرطنة والخلايا الطلائية المبطنة بجدار الأمعاء. كما تمتص المواد المسرطنة والأحماض الصفراء وتسهل طرحها خارج الجسم.
وهناك مجموعة من الألياف الغذائية تتخمر عند وجودها في القولون بفعل بعض أنواع البكتريا، منتجة بذلك أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة مثل حامض البيوتريك الذي يعتقد بأن له تأثيرًا مضادًا للسرطان من خلال زيادة حموضة القولون وتقليل فرص تكون المواد المسرطنة.
وأخيرًا فإن التقليل من محتوى الدهون، خصوصًا الدهون الحيوانية، يساعد في التقليل من الإصابة بالسرطان، حيث وجد ارتباط بين زيادة تناول الدهون وزيادة ظهور السرطانات عند الإنسان.
د. نصير نهاد شاكر
استشاري تغذية علاجية