شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في الدراسات التي تستكشف الآثار السلبية للأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة. تُظهر الأدلة البحثية بشكل متكرر العواقب الوخيمة لاستهلاك الوجبات السريعة، لا سيما على صحة القلب ومعدلات السمنة.
دراسة جديدة أُجريت بواسطة فريق من الباحثين في مستشفى ماساتشوستس العام، تُشير إلى أن استهلاك كميات محدودة من الأطعمة المصنعة قد يُسهم في زيادة مخاطر الإصابة بمشكلات الذاكرة والسكتات الدماغية.
تعريف الأطعمة فائقة المعالجة
الأطعمة فائقة المعالجة هي تلك التي خضعت لعمليات تصنيع مكثفة، وغالبًا ما تُضاف إليها مكونات مثل السكر والدهون والملح لتحسين الطعم والقوام. تتميز هذه الأطعمة بانخفاض محتواها من البروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن، وبالمقابل، تحتوي على نسب عالية من السكريات المضافة والدهون المشبعة. تُصمم لتكون مريحة وميسورة التكلفة وذات مذاق جذاب، وتُعتبر الخيار الأساسي في آلات البيع ومطاعم الوجبات السريعة.
الآثار الصحية المرتبطة
يُعتبر استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة عاملاً مساهمًا في العديد من المشكلات الصحية مثل السمنة وأمراض القلب والسكري. الدراسة الأخيرة تُضيف إلى هذه القائمة التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
نتائج الدراسة
وفقًا للبحث الذي أجراه الدكتور دبليو تايلور كيمبرلي والمنشور في مجلة علم الأعصاب، فإن زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 16%. كما أن تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 8%، مع تأثير أكبر بين المشاركين السود، حيث تُلاحظ زيادة نسبية في الخطر بنسبة 15%. من ناحية أخرى، يُشير البحث إلى أن تناول الأطعمة غير المصنعة أو المعالجة بالحد الأدنى يُقلل من خطر الضعف الإدراكي بنسبة 12% ومن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 9%.
منهجية الدراسة
شملت الدراسة 30239 مشاركًا تتراوح أعمارهم فوق 45 عامًا، مُعرفين بأنفسهم كأفراد من السود أو البيض، على مدى فترة متوسطها أحد عشر عامًا. تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات استنادًا إلى نسبة الأطعمة المصنعة في نظامهم الغذائي اليومي.
بنهاية الدراسة، تم تشخيص 768 مشاركًا بالضعف الإدراكي، وتعرض 1108 للسكتة الدماغية. الأفراد الذين عانوا من مشاكل في الذاكرة والتفكير استهلكوا نسبة 25.8% من الأطعمة فائقة المعالجة في نظامهم الغذائي، مقارنةً بـ 24.6% للأفراد الذين لم يعانوا من مشاكل معرفية. وبالمثل، استهلك الأفراد الذين أصيبوا بسكتة دماغية نسبة 25.4% من هذه الأطعمة في نظامهم الغذائي، مقارنةً بـ 25.1% للأفراد الذين لم يتعرضوا للسكتة الدماغية.
أمثلة على الأطعمة فائقة المعالجة
المشروبات المحلاة والغازية: تشمل هذه الفئة المشروبات مثل الصودا، مشروبات الطاقة، الشاي المثلج المحلى، والعصائر المنكهة.
الوجبات الخفيفة المالحة والحلويات: تضم هذه الفئة أصنافًا مثل رقائق البطاطس، رقائق التورتيا، منتجات الجبن المنفوخ، البسكويت، الكعك، والحلويات المتنوعة.
الوجبات السريعة والجاهزة: تتضمن هذه الفئة الهامبرغر، الهوت دوج، البطاطس المقلية، البيتزا، ووجبات العشاء المجمدة.
اللحوم المعالجة: تشمل هذه الفئة اللحم المقدد، النقانق، السلامي، أنواع مختلفة من اللحوم الباردة.
الخبز والمخبوزات المعبأة: تضم هذه الفئة الخبز الأبيض، لفائف الساندويتش، المعجنات، الكعك.
منتجات الألبان المنكهة: تشمل هذه الفئة الزبادي المحلى، الآيس كريم، الحليب المنكه.
حبوب الإفطار: تتضمن هذه الفئة الحبوب السكرية وألواح الجرانولا.
منتجات اللحوم المعاد تشكيلها: تشمل هذه الفئة قطع الدجاج، أعواد السمك، النقانق.
الشوربات والصلصات الجاهزة: تضم هذه الفئة الشوربات المعلبة، خلطات الشوربة الفورية، الكاتشب، المايونيز.
الحلويات المعبأة: تشمل هذه الفئة الحلويات المتنوعة، الجيلي، المعجنات الحلوة.