متلازمة القلب المنكسر، المعروفة أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الإجهادي أو متلازمة تاكوتسوبو، هي حالة قلبية مؤقتة غالبًا ما تنتج بعد المواقف المسبِّبة للتوتُّر والعواطف الشديدة. ويمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة مرض جسدي خطير أو جراحة خطيرة.
ما الذي يسبب متلازمة القلب المنكسر؟
غالبًا ما يتسبب نوعان من الإجهاد – العاطفي أو الجسدي – في الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. ولكن في حين أن معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بسبب حدث مرهق، فإن ما يصل إلى 30% من المرضى ليس لديهم محفز يمكن تحديده في وقت ظهور الأعراض الأولية لديهم.
وتتضمن أمثلة الضغوط العاطفية المفاجئة التي يمكن أن تؤدي إلى متلازمة القلب المنكسر ما يلي: الحزن، والخوف، والغضب الشديد. أما أمثلة الضغوط الجسدية المفاجئة، فتتضمن الألم الحاد، والمشكلات الصحية من ذلك نوبة الربو، وصعوبة التنفس (ضيق التنفس)، والسكتة الدماغية، وارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم)، وفقدان الدم بشكل كبير، والجراحة.
ما هي أعراض متلازمة القلب المنكسر؟
قد تظهر الأعراض في غضون دقائق أو ساعات بعد الحدث المرهق جسديًا أو عاطفيًا. في متلازمة القلب المنكسر، يتسبب إفراز هرمونات التوتر في ضعف عضلة القلب مؤقتًا، مما ينتج عنه أعراض تشبه النوبة.
تتضمن علامات متلازمة القلب المنكسر وأعراضها ما يلي:
- ألم الصدر المفاجئ والشديد (الذبحة الصدرية).
- ضيق في التنفس.
- ضعف البطين الأيسر للقلب.
- سوائل في الرئتين.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
كيف يؤدي الإجهاد المفاجئ إلى ضعف عضلة القلب؟
السبب الدقيق لمتلازمة القلب المنكسر غير مفهوم تمامًا. إذ عندما يواجه الشخص ضغوطًا جسدية أو عاطفية، يفرز الجسم هرمونات للسيطرة على التوتر مثل الأدرينالين والنورأدرينالين والإيبينفرين. ويعتقد الأطباء أن هذه الهرمونات تتداخل مؤقتًا مع وظيفة القلب، فتسبب تضيقًا في الشرايين الصغيرة التي تزود القلب بالدم.
وقد يؤثر الأدرينالين في خلايا القلب مباشرةً، مما يتسبب في دخول كميات كبيرة من الكالسيوم إلى الخلايا، وهو ما يمكن أن يسبب خللاً في نبضات القلب.
هل متلازمة القلب المنكسر خطيرة؟
يمكن أن تكون متلازمة القلب المنكسر مهددة للحياة. إذ في بعض الحالات يمكن أن تسبب ضعفًا شديدًا في عضلة القلب مما يؤدي إلى فشل القلب الاحتقاني، وضغط دم منخفض، واضطراب ضربات القلب.
غير أن هذه الحالة يمكن أن تتحسن بسرعة كبيرة إذا كان المرضى تحت رعاية أطباء على دراية بالمتلازمة. حتى الأشخاص الذين هم في حالة حرجة يميلون إلى التعافي.
هل تختلف متلازمة القلب المنكسر عن النوبة القلبية؟
على عكس النوبة القلبية، في متلازمة القلب المنكسر لا تتضرر عضلة القلب بشكل دائم ولا يتم انسداد الشرايين التاجية، على الرغم من أن الدم المتدفق إلى شرايين القلب قد يكون قليلاً.
تساعد الاختبارات في الكشف عما إذا كانت الأعراض هي متلازمة القلب المنكسر أو نوبة قلبية. ويعاني الشخص من متلازمة القلب المنكسر وليس نوبة قلبية إذا:
- ظهرت الأعراض فجأة بعد حدث جسدي أو عاطفي مرهق.
- كان مخطط كهربية القلب لديه غير طبيعي – أظهر النشاط الكهربائي لقلبك بعض التغييرات غير الطبيعية – التغييرات هي نفسها التي تظهر أثناء النوبة القلبية.
- أظهرت اختبارات الدم ارتفاعًا في مستويات إنزيمات القلب، وهي نفس الإنزيمات التي من شأنها أن تكون عالية في النوبة القلبية.
- كانت الشرايين التي تغذي القلب غير مسدودة ولا يوجد نسيج ندبي فيه.
- الجزء السفلي من البطين الأيسر متضخم – يظهر تضخمًا في هذه المنطقة – وهناك حركات غير عادية في جدار العضلات.
العلاج والوقاية
نادرًا ما تؤدي متلازمة القلب المنكسر إلى الوفاة. ومعظم من يتعرَّضون لها يتعافون بسرعة ولا تبقى لديهم آثار طويلة المدى.وتشير الدراسات إلى أن الشخص الذي عانى من متلازمة القلب المنكسر لن يعاني على الأرجح من نوبات أخرى.
وعادة ما يتم العلاج بأدوية حاصرات مستقبلات بيتا أو ما يماثلها من الأدوية التي تعمل على منع الآثار المترتبة من ضررعضلة القلب.
قد يكون بعض المصابين بالتوتر المزمن أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. لذا يقترح الطبيب برنامجًا للتمارين الرياضية لإعادة تأهيل القلب، وكذلك السيطرة على التوتر العاطفي وتجنب المواقف العصيبة إن أمكن. ويمكن أن يقلل الارتجاع البيولوجي والتأمل واليوغا وإعادة التأهيل البدني من حدة التوتر لدى بعض المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة.