أشارت دراسة إلى أن النظام الغذائي الغربي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم فقدان الذاكرة أثناء الشيخوخة. ومع ذلك، يقول فريق من جامعة كولومبيا في نيويورك إن الأفراد الذين يحصلون على حاجتهم من الفلافانول – وهي مادة مغذية متوفرة بكثرة في بعض الفواكه والخضروات وغيرها من الأطعمة – يواجهون احتمالية أقل للإصابة بالتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
يحسن الذاكرة لدى كبار السن
اكتشفت الدراسة أن تجديد الفلافانول لدى الأفراد الذين يعانون من نقص طفيف منها والذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أدى إلى تحسن كبير في أدائهم في الاختبارات العقلية. هذه الدراسة الرائدة هي الأولى التي تثبت مثل هذا الارتباط، مما قد يمهد الطريق لبرنامج فحص جديد لصحة الدماغ. وتشير إلى أنه يمكن وصف مكملات الفلافانول للأفراد في الأربعينيات والخمسينيات من العمر للتخفيف من خطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.
يقول آدم بريكمان، أستاذ علم النفس العصبي في كلية فاجيلوس للأطباء بجامعة كولومبيا: “كان التحسن بين المشاركين في الدراسة الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالفلافانول كبيرًا، وهو ما يزيد من إمكانية استخدام الأنظمة الغذائية الغنية بالفلافانول أو المكملات الغذائية لتحسين الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن”.
الفلافانول قد يبطئ تطور الخرف
وفقًا للتوقعات، فإن عدد حالات الخرف في جميع أنحاء العالم سوف يتضاعف ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من 150 مليون بحلول عام 2050. ويضيف هذا الاكتشاف أيضا إلى الأدلة التي تشير إلى أن الدماغ المسن، مثل الدماغ النامي عند الأطفال، يحتاج إلى عناصر غذائية محددة للحصول على صحة مثالية.
يقول كبير مؤلفي الدراسة، سكوت سمول، دكتوراه في الطب، وأستاذ علم الأعصاب في جامعة كولومبيا فاجيلوس: “كان تحديد العناصر الغذائية المهمة للنمو السليم للجهاز العصبي للرضيع بمثابة إنجاز كبير لعلم التغذية في القرن العشرين”.
فوائد الفلافانول والإبيكاتشين
اعتمدت الدراسة على أكثر من 15 عامًا من البحث الذي أجراه نفس الفريق، مما يدل على أن الفلافانول يحسن وظيفة التلفيف المسنن، وهو جزء من الحصين في الدماغ وهو أمر حيوي للتعلم وتكوين ذكريات جديدة. واكتشفت تجارب أخرى على الفئران أن مادة نشطة بيولوجيا في الفلافانول تسمى يبيكاتشين تعزز الذاكرة عن طريق تعزيز نمو الخلايا العصبية والأوعية الدموية.
في أحدث الأبحاث، تم اختيار أكثر من 3500 من كبار السن الأصحاء بشكل عشوائي لتلقي مكمل يومي أو دواء وهمي لمدة ثلاث سنوات. تحتوي الحبة النشطة على 500 ملغ من الفلافانول، بما في ذلك 80 ملغ من الإبيكاتشين، وهي جرعة ينصح البالغين بالحصول عليها من نظامهم الغذائي. بعد السنة الأولى من المكملات، شهد المشاركون الذين تناولوا نظامًا غذائيًا سيئًا وكان لديهم مستويات أقل من الفلافانول زيادة في درجات ذاكرتهم بمعدل 10.5 بالمائة مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي و16 بالمائة مقارنة بدرجة ذاكرتهم الأساسية.
وأظهر الاختبار المعرفي السنوي أن التحسينات التي لوحظت بعد عام واحد استمرت لمدة عامين آخرين على الأقل. وتشير النتائج بقوة إلى أن نقص الفلافانول يساهم في فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر. ووفقا للباحثين ارتبط استهلاك الفلافانول بنتائج الذاكرة، كما أدت مكملات الفلافانول إلى تحسين الذاكرة لدى البالغين الذين يعانون من نقص الفلافانول.