أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية فريدمان لعلوم التغذية والسياسة بجامعة تافتس، أن تناول الفستق بانتظام قد يساهم في تحسين صحة العين بشكل ملحوظ. يرجع ذلك إلى احتواء الفستق على مادة اللوتين، وهي صبغة نباتية تلعب دورًا حاسمًا في حماية العين من الأضرار الناجمة عن التعرض للضوء الأزرق، خاصة الأضرار المرتبطة بالتقدم في العمر.
وقد كشفت تجربة علمية مُحكمة أن إضافة 57 جرامًا من الفستق إلى النظام الغذائي اليومي لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى زيادة ملحوظة في كثافة الصبغة البقعية (MPOD) لدى مجموعة من البالغين الأصحاء. وتعتبر الصبغة البقعية بمثابة واقٍ طبيعي لشبكية العين، وارتباط زيادة كثافتها بانخفاض خطر الإصابة بالضمور البقعي، وهو مرض يؤدي إلى فقدان البصر، يجعل هذه النتائج ذات أهمية بالغة. تأتي هذه النتائج لتؤكد مخاوف الكثيرين حول العالم من فقدان البصر، حيث أظهر استطلاع رأي أن الخوف من العمى يفوق الخوف من العديد من الأمراض الأخرى.
نتائج الدراسة
زيادة ملحوظة في كثافة الصبغة البقعية: أظهرت نتائج الدراسة ارتفاعًا كبيرًا في كثافة الصبغة البقعية (MPOD) لدى المشاركين الذين تناولوا الفستق بانتظام، وذلك بعد فترة قصيرة نسبياً بلغت ستة أسابيع فقط. استمر هذا التحسن طوال فترة الدراسة التي امتدت لـ12 أسبوعًا.
الفستق مصدر غني باللوتين: يعد الفستق من بين المكسرات مصدراً غنياً باللوتين، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تلعب دورًا حيويًا في حماية خلايا العين من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
خطوة نحو الوقاية من الضمور البقعي: تشير هذه النتائج إلى أن إدراج الفستق في النظام الغذائي بشكل منتظم قد يكون وسيلة فعالة وطبيعية للمساعدة في الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر.
الفستق.. درع طبيعي للعين
يلعب اللوتين، وهو أحد الصبغات النباتية القوية الموجودة بتركيز عالٍ في الفستق، دورًا حاسمًا في حماية صحة العين. يعمل اللوتين كمرشح طبيعي للضوء الأزرق الضار، كما أنه يقي خلايا العين من التلف الناتج عن الأكسدة.
أظهرت دراسة حديثة أن إضافة الفستق إلى النظام الغذائي اليومي يمكن أن يزيد بشكل كبير من مستوى اللوتين في الجسم. ففي هذه الدراسة، تم اختيار مشاركين يعانون من نقص في اللوتين، ولاحظ الباحثون ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى اللوتين في الدم بعد ستة أسابيع فقط من تناول 2 أونصة (حوالي حفنة) من الفستق يوميًا.
كذلك أظهرت الدراسة أن 1.6 ملليغرام من اللوتين، وهي الكمية المتوفرة في حصة الفستق، كافية لمضاعفة متوسط كمية اللوتين التي يحصل عليها البالغون الأمريكيون من غذائهم اليومي. ينتمي اللوتين إلى مجموعة الصبغات النباتية المعروفة باسم الزانثوفيلات.
فوائد أخرى
لا يقتصر دور اللوتين الموجود في الفستق على حماية العين، بل يمتد تأثيره الإيجابي ليصل إلى الدماغ. فبفضل قدرته على عبور حاجز الدم الدماغي، يساهم اللوتين في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات الدماغية، مما يحسن الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والانتباه. وبالتالي، يعتبر الفستق خيارًا غذائيًا ممتازًا لدعم الصحة الإدراكية والعصبية.