تعتبر السمنة حالة طبية تحدث نتيجة لتراكم الدهون بشكل زائد وغير طبيعي داخل الأنسجة الدهنية للجلد لدرجة تسبب آثار سلبية على الصحة، ذلك نتيجة لاختلال في توازن الطاقة داخل الجسم، حيث تزيد كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم عن الطاقة التي يتم حرقها عبر النشاط البدني، على مدى فترة طويلة من الزمن.
الأسباب التي تؤدي إلى السمنة
العادات الغذائية: يرتبط النظام الغذائي وخاصة مستوى الدهون والطاقة المستهلكة ارتباطا قوياً بالوزن الزائد للجسم، حيث يتم تخزين الدهون الزائدة داخل الجسم، وكذلك تحويل الكربوهيدرات الزائدة إلى دهون، لذلك يتسبب الإفراط وعدم الانتظام في تناول الطعام، الأكل بين الوجبات وتناول الطعام ليلاً بسبب الأرق، في استهلاك كمية كبيرة من الطاقة تؤدي بالتالي إلى السمنة.
كما يسهم تناول المشروبات المحلاة في زيادة السعرات الحرارية، تناول الأطعمة السريعة العالية بالدهون والكربوهيدرات المكررة والقليلة بالألياف يزيد من كمية الطاقة المستهلكة داخل الجسم ما يؤدي في نهاية المطاف إلى السمنة.
مستوى النشاط البدني: يعتبر الأشخاص الخاملين أكثر عرضة لزيادة الوزن لأنهم لا يقومون بحرق السعرات الحرارية بعد تناول الطعام والمشروبات، كما أن اسلوب الحياة الخامل يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي، ارتفاع ضغط الدم، السكري، هذا وبالإضافة إلى سرطان القولون والعديد من المشاكل الصحية.
الوراثة: يوجد علاقة وثيقة بين السمنة لدى الوالدين وأطفالهم. فإن كان أحد الوالدين مريض بالسمنة، فاحتمالية إصابة الأطفال هي %40 وقد ترتفع تلك النسبة إلى %80 لو كان كلا الوالدين مصاب بالسمنة.
العوامل النفسية: قد يكون هناك صلة فعلية بين الاكتئاب والسمنة، حيث يعتبر تناول الطعام هو العزاء لكل شخص يعاني من الوحدة والاكتئاب، وقد يدفع الشعور بالتوتر، القلق والخوف إلى تناول المزيد من الأطعمة من أجل الإحساس بالسعادة.
التأثيرات البيئية والاجتماعية: الضغوط الاجتماعية والالتزامات الرسمية مثل تناول الغذاء خارج المنزل وحضور الحفلات، كلها عوامل تؤدي إلى زيادة في تناول الطعام والسعرات الحرارية.
العوامل المرتبطة بالغدد الصماء: بعض الاضطرابات الوراثية والمشاكل في هرمونات الجسم مثل قصور الغدة الدرقية، مقاومة الإنسولين، متلازمة كوشينغ، كلها عوامل قد تسبب زيادة الوزن. كما تلعب الهرمونات الجنسية الأنثوية أيضاً دوراً في ذلك، فقد تحدث السمنة بعد الحمل او بعد إزالة المبايض او الرحم أو خلال مرحلة سن اليأس.
الأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة الوزن مثل الستيرويد، معظم الأدوية الخافضة لسكر الدم عبر الفم، الأدوية المكافحة للصرع، مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، حبوب منع الحمل وبعض مضادات الاكتئاب.
قياس السمنة
يتم استخدام بعض مؤشرات الصحة من أجل تقييم مستوى زيادة الوزن والسمنة. يعتبر مؤشر كتلة الجسم، مؤشر بسيط لوزن الجسم مقابل الطول ويتم استخدامه عادةً لتصنيف حالات نقص الوزن، زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين. ويتم تعريفه بأنه الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالأمتار (كلغ / متر مربع).
طرق الوقاية من السمنة
لحسن الحظ، مرض السمنة مشكلة يمكن الوقاية منها، وذلك من خلال العمل على تحقيق معادلة متوازنة بحيث يقل معدل الداخل من السعرات الحرارية إلى جسم الإنسان، في مقابل ارتفاع الفاقد منه، وفيما يلي أبرز طرق الوقاية من السمنة: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فردياً، أو جماعياً، في البيت، أو المضمار، أو النوادي الرياضية، فالمهم هو الانتظام في القيام بهذا النشاط، فالرياضة وسيلة رئيسية من وسائل الحفاظ على معدلات جيدة من فقدان السعرات الحرارية، إلى جانب العديد من الفوائد الأخرى بما فيها وقاية الإنسان من الأمراض المختلفة، والمحافظة على الجسد صحياً معافىً.
كما يجب التقليل من تناول الأطعمة التي تتسبب بزيادة كبيرة في الوزن، والتي في الوقت ذاته تمتاز بأنّها غير صحيّة لجسم الإنسان كونها تسبب له الأمراض والسمنة بالدرجة الأولى، ويمكن القيام بهذا الأمر من خلال اتباع برنامج غذائي جيد يحقق التوازن في العناصر المطلوبة التي تدخل إلى جسم الإنسان، مما يعمل على تحسين صحة الإنسان والتقليل من كتلته بشكل ملحوظ جداً.
حقائق هامة
- زادت السمنة في العالم بأكثر من الضعف منذ عام 1980.
- في عام 2014 كان أكثر من 1.9 مليار بالغ، من سن 18 عاماً فأكثر، زائدي الوزن. وكان أكثر من 600 مليون شخص منهم مصابين بالسمنة.
- في عام 2014 كان 39% من البالغين في سن 18 عاماً فأكثر زائدي الوزن، وكان 13% منهم مصابين بالسمنة.
- تعيش غالبية سكان العالم في بلدان تفتك فيها زيادة الوزن والسمنة بعدد من الأرواح أكبر مما يفتك به نقص الوزن.
- كان 41 مليون طفل دون سن 5 سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة في عام 2014.