الأمهات اللاتي يتناولن السمك والأغذية الأخرى الغنية بأحماض (أوميجا-3) الدهنية، سواء أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة، تقل فرصة إصابة بناتهن بسرطان الثدي، حسب دراسة حديثة.
نتائج الدراسة تدل كذلك على أن إطعام البنات الصغار طعامًا غنيًا بهذه الأحماض، في فترة ما بعد الفطام، من شأنه أيضًا أن يحد من سرطان الثدي عندهن.
أما تناول طعام غني بأحماض الأوميغا-6 فإن لها عكس ذلك المفعول تمامًا حسب البروفيسور إيلين هاردمان (Elaine Hardman) من مركز الأبحاث الطبية التابع لجامعة ولاية لويزيانا (Louisiana State University).
وفق ما عرضه الباحثون أمام الاجتماع السنوي للاتحاد الأمريكي لأبحاث السرطان (American Association for Cancer Research)، فإن كلا الحامضين الدهنيين، أوميجا-3 وأوميجا-6، ضروريان لصحة طيبة. إلا أن نسبة أوميجا-6 إلى أوميجا-3 عالية جدًا في الغذاء الغربي. (هذه النسبة هي السر في فائدة الحمض من عدمه).
بالمناسبة فإن أوميجا-6 يوجد في اللحوم والبيض والدجاج والحبوب والخبز والمنتجات المخبوزة ومعظم الزيوت النباتية. أما أوميجا-3 فتتوفر أساسًا في السمك، خصوصًا التونا والسلمون والماكاريل. كذلك توجد في زيوت بذور الكتان والكانولا وفول الصويا والبندق عمومًا.
هذه التجارب أجريت على فئران عدلت وراثيًا لينشأ فيها سرطان الثدي, والذي وجده الباحثون هو أنهم إذا أطعموا الفئران أحماض أوميجا-3 فبالإمكان وقايتها من السرطان, هذا إلى حد ما كان متوقعًا، حيث أكدت مثله أبحاث سابقة، ولكن ماذا عن الأطفال.
في الحقيقة فإن فريق البحث قارن بين مستويات السرطان في الجيل التالي وبين كمية أوميجا-3 وأوميجا-6 التي تناولتها أمها. النتائج تقول إن جميع الأطفال الذين تعرضوا لأوميجا-6 في رحم الأم أو بعد الفطام، تطورت عندهم أورام بحلول الشهر السادس من الولادة.
إلا أن أقل من 60% من أطفال الإناث اللاتي تناولن طعامًا غنيًا بأوميجا-3 في تلك الفترتين، تطورت عندها الأورام، ولم يحدث ذلك إلا بعد 8 أشهر فقط.
الباحثون يعتقدون أنه بسبب أن أوميجا-3 تحد من كمية الإستروجين عند هذه الفئران، فإن ذلك يقلل من فرصة إصابتها بالسرطان بعد الولادة. ولكن ذلك لا يمنع من حدوث تطورات في نسيج الثدي عند هذه الفئران قبل أن تولد، هي أيضًا ساهمت في وقايتها من السرطان.
النتائج أجريت على الفئران، ولكنها تقود الباحثين منطقيا إلى أن يستنتجوا أن على الناس عمومًا، والنساء الحوامل تحديدًا، أن يتناولوا كميات أكبر من السمك أو أن يتناولوا أقراصًا من أوميجا-3 من أجل وقاية الجيل التالي من السرطان.
د. ديفيد كاتز (David L. Katz) الأستاذ في كلية الطب بجامعة ييل (Yale University School of Medicine)، يقول تعليقًا على النتائج إنه على وجه العموم ينصح مرضاه بتناول أحماض أوميغا-3 الدهنية خصوصًا أثناء الحمل والرضاعة.
ويرى كاتز أن السرطان يتطور بطيئًا، وفي كثير من الأحيان عبر عقود من الزمن، لذلك فإن تتبع الأسباب الجذرية التي تسبب السرطان وتقي منه تمثل عقبة كبيرة للعلماء.
من هنا فإن تجارب الفئران هذه في منتهى الأهمية لأنها تؤدي دورًا مهمًا في معرفة أسرار نشوء المرض.