ورد أول ذكر للزبيب عند قدماء المصريين منذ حوالي ألفي سنة ق.م، كما قدمه اليونانيون كجوائز للفائزين في المسابقات الرياضية وكان البحارة يتناولونه في رحلاتهم الطويلة.
ويمكن إنتاج أنواع معينة من الزبيب من نوع واحد من العنب حسب طريقة التجفيف المستخدمة والمواد المضافة، لكن طريقة التجفيف بواسطة حرارة الشمس أو استخدام أفران خاصة، من أكثر هذه الطرق شيوعًا، وقد يستخدم ثاني أكسيد الكبريت للحفاظ على اللون الذهبي للزبيب.
مصدر للحديد
قد يصاب الإنسان بالأنيميا بسبب عدم تناوله الأغذية المحتوية على الحديد، أو عدم مقدرة الجسم على امتصاص الحديد والاستفادة منه في تكوين مركبات مهمة كالهيموجلوبين. ولأن الزبيب يحتوي على نسبة عالية من الحديد، فإنه يعتبر من المصادر الجيدة والآمنة لتزويد الجسم بالحديد.
وانطلاقًا من هذه الحقيقة، أجريت تجربة في جامعة الملك عبدالعزيز- كلية العلوم، حول تأثير تناول كمية محددة من الزبيب (45 جم = 3 ملاعق) يوميًا ولمدة 5 أسابيع لدراسة تأثيره على معدل الهيموجلوبين والكوليسترول والدهون الثلاثية على (۱۳ متطوعة) تم تقسيمهن إلى 3 مجموعات اعتمادًا على أنواع الزبيب المستخدمة: الأسود والأخضر والذهبي، وتم قياس وزن كل سيدة في بداية ونهاية مدة التجربة فخرجت الدراسة بنتائج منها:
– عدم تأثير الزبيب على الوزن، فقد ارتفعت أوزان بعض أفراد العينة كما انخفض البعض الآخر وثبتت أوزان البقية، حيث إن الكمية المحددة من الزبيب (45جم) تحتوي على ۱۰۰ سعرة حرارية تقريبًا.
– ارتفاع معدل الهيموجلوبين لجميع أفراد العينة بشكل ملحوظ عن المعدل في بداية التجربة بمقدار درجتين تقريبًا.
– انخفاض معدل الكوليسترول بالدم لدى 99% من العينة تقريبًا. والسبب في عدم دقة النتائج للبقية هو عدم التزام بعضهن بالصيام مدة 8 ساعات تقريبًا قبل سحب عينة الدم مما يؤثر على نتائج التحليل. وإضافة لما سبق، فإن للزبيب فوائد غذائية أخرى متعددة توصلت إليها أبحاث سابقة نذكر منها:
– مصدر للطاقة: الزبيب مصدر ممتاز للسكريات، أي أنه يمكن أن يستخدم بكميات قليلة كوجبة خفيفة تعمل على تزويد الجسم بالطاقة لفترات طويلة.
– ضغط دم طبيعي: يساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم ويقلل احتمال الإصابة ببعض أنواع السكتة الدماغية، ويمنع تطور بعض أنواع أمراض الكلى، ويساعد على نمو العظام وبقائها قوية.
– صحة الجهاز الهضمي: باحتواء الزبيب على نسبة عالية من الألياف فإنه يساعد على تنظيم عمل الأمعاء وإخراج الفضلات، كما يحافظ على سلامة القولون.
– يقلل من أكسدة الكوليسترول: يقلل من أكسدة عدة مركبات بالجسم من بينها الكوليسترول، وبالتالي ينصح بهذا النظام الغذائي للذين يعانون من ارتفاع معدل الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم ولتقليل احتمال الإصابة بتصلب الشرايين.
– مضاد لهشاشة العظام: الزبيب ضمن أفضل 50 مصدرًا غذائيًا لعنصر البورون، وهو يوجد بكميات ضئيلة جدًا بالجسم ويفيد في تحويل هرمون الأستروجين وفيتامين (د) إلى مركبات نشطة لازمة للمحافظة على سلامة العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
– يقاوم تسوس الأسنان: وجدت الدراسات أن الزبيب يحتوي على حمض (oleanolic) الذي يقتل البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، كما يقاوم التهاب الأنسجة اللثوية.
– تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: تنتج الجذور الحرة من أكسدة المواد الغذائية بالجسم، وإذا كان معدل إنتاجها أكبر من معدل التخلص منها فإنها تتجه إلى خلايا الجسم السليمة وتتلف المادة الوراثية فينتج عن ذلك الإصابة بأمراض متعددة، ويقاوم الجسم تأثير الجذور الحرة عن طريق مضادات الأكسدة. كما أن بعض العناصر والمواد الغذائية كفيتامين (E)، وفيتامين (C)، وفيتامين (A) تعمل كمضادات لأكسدة المركبات بالجسم، ويحتوي الزبيب على نسبة جيدة منها، وبالتالي يقلل من تضرر المادة الوراثية بسبب أكسدة المواد الغذائية.
فوائد لا غنى عنها
تؤكد العديد من الأبحاث الفوائد الغذائية للزبيب التي لا غنى لكل إنسان عنها، كما أن تعدد أنواعه واستخداماته تسمح لكل فرد باستخدامه بالطريقة التي تناسبه للاستفادة منه، فقد يؤكل مباشرة أو يخلط مع حبوب الإفطار أو السلطات، أو ينقع بالماء، ثم يؤكل ويشرب ماء النقع، كما يمكن إضافته للحلويات والمقبلات.
إعداد: هناء محمد عابد. إشراف: د. سوسن محاسني