يعتبر العلاج بالتنويم المغناطيسي أداة فعالة لعلاج بعض المخاوف الصحية. يستخدم هذا العلاج التكميلي تركيزًا مرتفعًا وتوجيهًا مغناطيسيًا، بمساعدة منوم مغناطيسي معتمد أو معالج تنويم مغناطيسي، لتحقيق تغييرات صحية في الأفكار والسلوكيات، وفقًا لعيادة كليفلاند.
الوصول إلى العقل الباطن
تعتمد فكرة التنويم المغناطيسي على استغلال الأجزاء اللاواعية أو البدائية من الدماغ التي تعمل على حمايتنا من الألم. عندما نشعر بالتوتر أو القلق، تسيطر المناطق اللاواعية العاطفية على حالتنا، بينما تسيطر المناطق الواعية والعقلانية على حياتنا اليومية، وفقًا للأبحاث المنشورة في مجلة الرعاية التلطيفية في عام 2019. وغالبًا ما يحثنا العقل اللاواعي على تكرار الأفكار والسلوكيات غير المفيدة التي تشكلت لدينا في الماضي.
مخاطبة العقل اللاواعي
في جلسات التنويم المغناطيسي، يتم توجيهك إلى حالة من الاسترخاء والوعي، مما يساعدك على أن تصبح أكثر استعدادًا لقبول الأفكار الجديدة. خلال هذه الحالة، يقوم المعالج بوصف المشاعر والأفكار والصور – وهي لغة العقل اللاواعي – التي تعكس التغييرات التي ترغب في تحقيقها. يقول المعالج جينجر جيبسون، المعتمد في التنويم المغناطيسي في فريهولد بولاية نيوجيرسي: “نتجاوز العقل النقدي الواعي ونتحدث مباشرة إلى العقل اللاواعي، وهو المكان الذي يحدث فيه التغيير”.
يمكن استخدام هذا النهج لدعم علاج العديد من الحالات الصحية، بدءًا من القلق والألم وصولاً إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وهنا توجيهات الأبحاث والخبراء المحدودون للاستفادة من هذا العلاج.
التنويم المغناطيسي بديل للمسكنات
يشير الدكتور ديفيد شبيجل، الباحث في التنويم المغناطيسي والمدير الطبي لمركز الطب التكاملي في جامعة ستانفورد، إلى أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون مسكنًا فعالًا للألم. يساعد هذا العلاج في إدارة الخوف والقلق المرتبطين بالألم من خلال تحقيق حالة استرخاء وإعادة توجيه الانتباه. تشير الأبحاث إلى أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يساهم في علاج أنواع مختلفة من الألم.
هناك العديد من الدراسات التي تدعم فعالية التنويم المغناطيسي في علاج الألم. وفقًا لتحليل لـ18 دراسة، فإن التنويم المغناطيسي يمكن أن يساعد الناس الذين يعانون من ألم الحروق والسرطان والصداع وأمراض القلب. كما أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يقلل من الألم الذي يحدث عند وضع اليد أو القدم في ماء بارد جدًا. وفي تحليل آخر لـ85 تجربة، وجد الباحثون أن التنويم المغناطيسي يخفف من الألم لمعظم المشاركين.
وأشارت دراسة سريرية عشوائية نُشرت في يونيو 2022 إلى أن جلسة تنويم مغناطيسي فردية قبل جراحة الركبة أدت إلى استخدام أقل للمواد المسكنة لتخفيف آلام ما بعد الجراحة. ومن بين المرضى الذين لديهم خبرة سابقة في المسكنات وتلقوا التنويم المغناطيسي، أبلغ 54% منهم عن انخفاض يومي في استخدامها.
ومع ذلك، فإن هذا المجال يحتاج إلى المزيد من البحث لفهم كيف يؤثر التنويم المغناطيسي على الألم واستخدام المواد الأفيونية بشكل أفضل.
