هناك أنواع من أفران الطهي تعرف بأفران الموجات القصيرة (microwave)، لأن الطاقة المستخدمة فيها لإنضاج الطعام هي أمواج على درجة من القصر.
إشعاعات متسربة
منذ اختراع هذه الأفران والجدل مستمر حول مقدار الضرر الذي قد يحيق بمستخدميها من جرائها. لدرجة أن لجنة “شئون المستهلك” بالاتحاد الأوروبي حذرت المستهلكين من الأخطار المرتبطة بهذه الأفران، موضحة أن الإشعاعات المتسربة منها قد تؤدي إلى أمراض جلدية ومرض “النجم الرمادي” في العيون وإلى عقم الرجال.
ولكن مروجي هذه الأفران يؤكدون أن تجاربهم على مئات الأفران أثبتت أنها لا تسرب أي إشعاعات للخارج، ولكنهم لا يستبعدون حدوث المشاكل إذا ما أصاب الجهاز عطب أو خلل.
إشعاع في الفراش
لقد ثبت أن باطن الأرض يحتوي على عناصر مشعة، فهل للإشعاع الصادر منها تأثير على الأحياء فوق سطح الأرض؟
والإجابة عن هذا السؤال هي «نعم». هذا التأثير معروف منذ أكثر من 4000 سنة حينما رصد الأقدمون العلاقة بين إشعاعات الأرض وأمراض مثل النزلات الشعبية والربو وآلام الكبد وأمراض القلب وأنواع من السرطان.
وقد وجد العلماء أن حدة هذه الأمراض غالبًا ما ترتبط بكثافة الإشعاع الأرضي، كما استطاعوا تفسير بعض الظواهر التي لم يكن لها تفسير. على سبيل المثال كثيرًا ما نسمع عن أناس عانوا طوال سنوات متصلة من الأرق المزمن، وفجأة يزول أرقهم بعد تغيير أماكن نومهم.
وتفسير ذلك هو أن الإنسان – أثناء نومه – يبقى على مدى ساعات تحت تأثير المكان الذي ينام فيه. فلو تصادف أن كان فراشه فوق عرق ماء جوفي داخل الأرض يحتوي على نسبة مرتفعة من المواد المشعة، تكثف تأثير الإشعاع مع تعاقب الليالي، وكانت النتيجة هي الأرق والأمراض.
ويلاحظ أن الأم حينما تتفقد طفلها في الصباح كثيرًا ما تجده متقوقعًا في ركن بذاته من أركان الفراش، لا يغيره أبدًا. ويفسر العلماء ذلك بأن الطفل- الذي تتحكم في سلوكه هنا الغريزة النقية- إنما يهرب أثناء نومه من مجالات الإشعاع الأرضي الكثيف إلى ركن فيه الإشعاع قليل.
أخطار المجالات الكهربية
هناك مخاطر قد تنشأ من تعرض الأجسام للمجالات الكهربية التي تحيط بشتى المصادر الكهربية كالأجهزة المنزلية وتوصيلات الضغط الكهربي العالي. وأظهرت بعض التجارب أن نسبة المصابين باللوكيميا من سكان المناطق التي تخترقها توصيلات الضغط الكهربي العالي- خاصة بين الصغار- تتجاوز بوضوح النسبة في المناطق الخالية من هذه التوصيلات.
وقد أجرى علماء من أستراليا دراسة توصلت إلى أن الصغار الذين يعيشون بالقرب من توصيلات الضغط الكهربي العالي، أو يمرون بالقرب منها يتضاعف معدل إصابتهم بالسرطان مقارنة بأقرانهم ممن لا يتعرضون للمجالات الكهربية. ومن أكثر أنواع السرطان شيوعًا اللوكيميا وسرطانات الجهاز العصبي.
كما أظهرت دراسة لباحثين من جامعة نورث كارولينا أن الأجهزة المنزلية كالثلاجات والغسالات وغيرها تولد مجالات كهربية لها أضرار على صحة الصغار خاصة.
وقاس باحثون آخرون المجالات الكهربية في غرف النوم وغرف الأطفال لعينات من المنازل، واكتشفوا إصابة بعض سكان هذه المنازل بالسرطان في مناطق الجسم التي تتعرض أثناء النوم لإشعاعات كهربية كثيفة. فمنهم مثلا من أصيب بسرطان المخ لأن رأسه ظلت في فترة النوم على مدى سنوات عدة ملاصقة لجدران تمر منها توصيلات كهربية. هذا من تأثير الإشعاعات الكهربية.
أغذية الإشعاعات النووية
الإشعاعات النووية تستخدم عالميًا في تعقيم الأغذية وقتل ما بها من ميكروبات تمهيدًا لحفظها.
وقد يظن البعض أن الطعام قد «يمتص» الإشعاع الذي سوف يدخل جوف الإنسان أثناء الأكل. ولكن الباحثين يؤكدون أن هذه المخاوف غير مبررة. فالطعام الذي تعرض للإشعاع أثناء الطهي أو التعقيم لا يحتوي على أي إشعاع بالمرة.
مع ذلك، قد تنشأ مشاكل من نوع مختلف. فهناك مواد كثيرة يتغير تركيبها الكيميائي عندما تتعرض للإشعاع، ولكن مثل هذا التغيير لا تنجم عنه مواد مسرطنة أو سامة، وقد تكمن المشكلة في تحلل جزئي لبعض مكونات الطعام القيمة مثل فيتامينات «أ» و«ب» و«ك» وغيرها مما قد يقلل من قيمة الطعام الغذائية.