يعد الإصبع الزنادي حالة تجعل الإصبع عالقًا في وضع منحنٍ، وقد يعود لوضعه الطبيعي فجأة مع حدوث طقطقة. وتنتشر هذه الحالة كثيرًا في الأصابع البنصر والإبهام، ولكن يمكن أن تصيب أي إصبع آخر. ويحدث ذلك عندما يتعذر على الوتر الذي يتحكم في تحريك الإصبع الانزلاق بسلاسة في الغمد المحيط به. وقد يحدث هذا نتيجة لتورم جزء من غمد الوتر أو تكوّن كتلة (عقدة) صغيرة على الوتر.
ما هي أعراض الإصبع الزنادي؟
تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا للإصبع الزنادي الشعور بالطقطقة أو الفرقعة أثناء حركة الأصابع والإبهام؛ والألم والتيبس عند ثني الأصابع تجاه راحة اليد، ويكون الوجع في راحة اليد بالقرب من قاعدة الأصابع والإبهام؛ والتورم المؤلم في راحة اليد، والالتصاق في وضع منحنٍ للأصابع والإبهام، وعادةً ما تكون هذه الأعراض أسوأ في الصباح وتتحسن بعد استخدام الأصابع والإبهام.
ما الذي يسبب الإصبع الزنادي؟
يحدث الإصبع الزنادي في الأصابع أو الإبهام عندما تتورم الأوتار وتصبح متهيجة ومتورمة (ملتهبة)، مما يجعلها غير قادرة على الانزلاق بسهولة عبر الأغماد. ويمكن أن يتسبب التهيج المتواصل والمتكرر في تكوين عقدة على الوتر المصاب، والتي تزيد من صعوبة انزلاق الوتر بسهولة عبر الغمد.
عوامل خطر الإصابة بإصبع الزنادي
يمكن لأي شخص أن يصاب بالإصبع الزنادي، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها. ومن بين هذه العوامل:
1- العمر: يكون الإصبع الزنادي أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا.
2- الأنشطة المتكررة: يمكن أن يزيد القيام بأنشطة تتطلب حركات متكررة وشاقة للأصابع والإبهام من خطر الإصابة بالإصبع الزنادي، مثل العمل الصناعي أو العمل بالأدوات أو الزراعة أو البستنة أو عزف الموسيقى أو ممارسة رياضات المضرب.
3- الحالات الصحية: يزيد بعض الأمراض والحالات الصحية من خطر الإصابة بالإصبع الزنادي، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس ومرض السكري ومرض الغدة الدرقية.
4- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالإصبع الزنادي، حيث يؤدي التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية وتقليل التدفق الدموي إلى الأصابع والإبهام.
كيف يتم تشخيص الإصبع الزنادي؟
بعد الفحص البدني، قد يتطلب تشخيص الإصبع الزنادي إجراء اختبارات إضافية لتحديد درجة حدة الحالة وتحديد العلاج المناسب. ومن بين هذه الاختبارات:
1- الأشعة السينية: يمكن للأشعة السينية مساعدة مقدم الرعاية الصحية في التأكد من عدم وجود أي تلف في العظام أو المفاصل.
2- الأشعة المقطعية: يمكن استخدام الأشعة المقطعية لفحص الأوتار والأغماد وتحديد مدى تورمها.
3- اختبار الضغط على الأصابع: يمكن لاختبار الضغط على الأصابع مساعدة مقدم الرعاية الصحية في تحديد مدى تيبس الأوتار، حيث يتم تطبيق ضغط على الأصابع المتضررة لتحديد مدى حركتها.
4- اختبار تنظير الأوتار: يمكن استخدام اختبار تنظير الأوتار لفحص الأوتار والأغماد وتحديد مدى تورمها وتحديد العلاج المناسب.
كيف يتم علاج الاصبع الزنادي؟
تتوقف طريقة علاج الإصبع الزنادي على شدة الأعراض والأصابع المتأثرة. وتشمل العلاجات الأكثر شيوعًا للإصبع الزنادي الراحة، حيث يحتاج المريض إلى استراحة من الأنشطة التي تتسبب في إصابة الأوتار لتمنحها وقتًا للشفاء. كما يمكن ارتداء جبيرة لتثبيت الأصابع المصابة ومساعدتها على العودة إلى وضعها المعتاد، ويمكن أيضًا توفير تمارين الإطالة للأوتار لاستعادة مرونتها. ويعمل المضادات الالتهابية غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل النابروكسين أو الأيبوبروفين على تخفيف الألم وتقليل الانتفاخات. ويمكن أيضًا وصف الكورتيكوستيرويدات للتحكم في الالتهاب، وقد يتطلب العلاج حقن الكورتيزون.
في حالة عدم تحسن الأعراض بعد العلاجات التحفظية، قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية، ويقوم الجراح بإجراء عملية تحرير الإصبع الزنادي، بتخدير المنطقة المحيطة بالأصابع المصابة بمخدر موضعي، ويتم عمل قطع صغيرة (شقوق) في الغمد المحيط بالأوتار المصابة لتمنح الأوتار مساحة أكبر للحركة في الغمد.
يجب على الشخص الذي يعاني من الأعراض المرتبطة بالإصبع الزنادي مراجعة مقدم الرعاية الصحية لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب، ويجب عدم التأخر في العلاج لتفادي تفاقم المشكلة.
المصدر: هنا