عند تقدم العمر يرتفع ضغط الدم، وهذا الارتفاع يكون تدريجيًا حتى يصل إلى أقصى حد له عند سن 65 سنة، ثم يثبت بعد ذلك مهما زاد السن.. ويرجع هذا الارتفاع الطبيعي – غير المرضي – في الضغط إلى عوامل تحدث تغيرات في جميع الأوعية الدموية بالجسم بداية من الأوعية الكبيرة حتى أصغر الشعيرات الدموية بالجسم..
* لكن ما هذه التغيرات التي تؤدي إلى هذا الارتفاع الطبيعي في الضغط؟
مع تقدم السن يزداد نوع من الأنسجة الضامة يعرف بـ”الكولاجين”، هذا النسيج يعمل على تثبيت جدران الأوعية الدموية وعند زيادة هذه المادة – الكولاجين – فإن جدران الأوعية الدموية تزداد سمكًا، في الوقت نفسه، تتغير مادة “الإيلاستين” التي تعطى للأوعية الدموية مرونتها مع ترسيب الكالسيوم في جدران الأوعية الدموية، وكل هذه العوامل تعمل على تصلب الأوعية الدموية مما يؤدي في نهاية الأمر إلى زيادة ضغط الدم مع انخفاض كفاءة القلب بمعدل 10% عن معدله الطبيعي.
* ما أكبر معدل لارتفاع ضغط الدم عند المسنين؟
أظهرت إحدى الدراسات الأمريكية، التي تتعلق بمعدل ضغط الدم الطبيعي، أن المسنين الذين تجاوزا سن 60 يستطيعون التآلف والعيش مع ضغط الدم الذي يرتفع ارتفاعًا قليلاً عن معدله الطبيعي من دون تشخيصهم بأنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وقد يصل معدل ضغطهم إلى 150/90 ملم زئبقي..
* هل من الضروري التدخل طبيًا لخفض هذا الارتفاع في ضغط الدم عند المسنين؟..
ارتفاع ضغط الدم عند المسنين رد فعل طبيعي للتغيرات التي تحدث في الأوعية الدموية وفي القلب.. وهذا الارتفاع في الضغط ما دام أنه أحد العوامل الطبيعية للمسن، فإنه لا يسبب أي أعراض أو مضايقات للشخص الطاعن في السن..
لذلك يجب ألا يكون هناك تدخل طبي، سواء بإعطاء الأدوية المخفضة للضغط، أو تلك المدرة للبول؛ لأنها عندئذ سوف نؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وربما أدت إلى فقدان الوعي..
لكن إذا كانت حالات ارتفاع الضغط عند كبار السن لا يعود إلى الشيخوخة، وإنما إلى حالة مرضية مثل إصابة المسن بهبوط الجانب الأيسر من القلب مع وجود أعراض مثل ضيق التنفس أو نهجان عند بذل أقل مجهود، فإن التدخل الطبي يصبح أمرًا ضروريًا..