تهدف مبادرة «كليمافور x جميل في الكُلّية الملكية للفنون» إلى طرح تصور جديد للأنماط الغذائية في كل من الأراضي الجافة والرطبة في ظل أزمة المناخ عبر تطوير شبكات بيئية لإنتاج معارف جديدة وتحقيق العدالة المكانية.
وأعلنت كليمافور x جميل في الكُلّية الملكية للفنون (RCA)، وهي شراكة بين مؤسسة «كليمافور» ومجتمع جميل تتخذ من الكُلّية الملكية للفنون مقراً لها، عن الفائزين بجوائزها الافتتاحية للعمل الغذائي وهما يارا دواني (جائزة العمل البحثي) ومينغشين لي (جائزة الممارسة الناشئة).
وتُمنح جوائز العمل الغذائي لدعم المشاريع الرامية إلى تطوير النظم الغذائية في المواسم الجديدة لأزمة المناخ، بقيادة أخصائيين وفرق عمل وباحثين دوليين في مجالات العمارة والفنون البصرية والدراسات الغذائية والزراعة والعلوم الإنسانية البيئية والتخصصات ذات الصلة.
التجديد نحو التحرير
وكانت الجائزة الأولى، وقيمتها 25,000 جنيه إسترليني، من نصيب يارا دواني عن مشروعها البحثي “التجديد نحو التحرير” الذي يعالج موسم الجفاف من خلال تجربة الزراعة التركيبية كطريقة متجددة لإنتاج الغذاء في فلسطين. وباعتبارها المؤسس المشارك لمزرعة أم سليمان، تشارك يارا في إجراء تجارب ميدانية، مستفيدةً من جهودها التي استمرت لعدة سنوات لإيجاد نموذج لزراعة متجددة متعددة يمكن أن تنتج غذاءً صحياً للمجتمع ونظاماً بيئياً تعاونياً باستخدام أصناف النباتات المحلية والموارد المحلية المتاحة. وأشادت لجنة التحكيم بشغف يارا ونهجها المجدي القابل للتكرار في مزارع أخرى حول العالم. وستمكّن الجائزة مزرعة أم سليمان من توسيع نطاق عملها مع النساء وفرق العمل الغذائي لتطبيق نموذجها الزراعي المبتكر على مناطق جغرافية مماثلة تواجه تحديات محدودية الوصول إلى المياه واستغلال طبقات المياه الجوفية والجفاف في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط وخارجه.
زبدة ذهبية لوطن ذهبي
أما جائزة الممارسة الناشئة لخريجيّ الكُلّية الملكية للفنون الجدد، وقيمتها 15,000 جنيه إسترليني، فقد كانت من نصيب مينغشين لي عن مشروعها “زبدة ذهبية لوطن ذهبي”، وهو عبارة عن دراسة تبحث في سبل معالجة اختفاء الأراضي الرطبة لرعي حيوان الياك في التبت. ويهدف المشروع، الذي يشرك المجتمع المحلي في عدد من الأنشطة المتنوعة مثل رواية القصص واستعادة الذكريات، إلى إحياء تراث الأنماط الغذائية للأسلاف ومعارفهم الرعوية بين الأجيال لتشكيل شبكات جديدة يمكنها دعم الأزمات البيئية الحالية والمستقبلية. وأعربت لجنة التحكيم عن إعجابها بنمط التفاعل مع المجتمع المحلي، والممارسة القائمة على البحث، والإمكانات المتعددة التي يمكن أن يجلبها المشروع محلياً ودولياً للمجتمعات الرعوية والأراضي الرطبة المستنزفة في جميع أنحاء العالم.
وقد أظهر كلا المشروعيّن نزعة قوية إلى التفكير النقدي والاستشرافي، والخصوصية، والالتزام بالسياسات، فضلاً عن تميز موضوع البحث والمنهجية وارتباطهما الوثيق بمنطقة الدراسة. وسيبدأ المشروعان في صيف 2024، على أن يستكملا عملهما في غضون 12 شهراً. وخلال هذه الفترة، ستقدم مبادرة «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون»، الدعم والمشورة للمشاريع من خلال زيارات منتظمة إلى مواقع فرق العمل المشارِكة.
وترأست دانييل بوروز («كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون») لجنة تحكيم جائزة العمل الغذائي، التي ضمت ممثلين من أقسام الطهي، وكليا دريدان (رئيسة قسم الفنون والثقافة، مجتمع جميل)، وكريستين آين (برنامج «آي أون آرت»)، وراهول جوديبودي (كبير أمناء وفني أول، مركز الفنون والأبحاث والتحالفات)، وأدريان لحود (عميد كُلّية الهندسة المعمارية، الكُلّية الملكية للفنون)، وآبي روز (راديو فارميراما)، وباولو تافاريس (كُلّية الهندسة المعمارية والعمران في جامعة برازيليا).
وقررت لجنة التحكيم أيضاً تكريم ستة مشاركين آخرين تقديراً لتميز أعمالهم، وهم:
- أليس فاولر
- تساو مينغاو وتشن جيان جون
- دارمندرا براساد وبوجيتا جوها (مدرسة الحصاد واستضافة الأراضي)
- قناة
- مجموعة تيزنتيزوا
- مختبر يوشيهارو تسوكاموتو
100مشاركة
ومن الجدير بالذكر أن النسخة الأولى من جوائز العمل الغذائي تلقت ما يقرب من 100 طلب من مشاركين ينتمون إلى 24 دولة موزعة على خمس قارات، بما فيها الهند، وكردستان، وفلسطين، وهونغ كونغ، وتونس، واليابان، والمغرب، والعراق، وإسبانيا، وصامبي، وويلز، وكندا، ونيجيريا، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والفلبين، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والمكسيك، والمجر، ولبنان، وإندونيسيا، وبيرو، وكولومبيا. وأثنت لجنة التحكيم على تنوع وجودة المقترحات المقدمة ودقتها وطبيعة المواضيع التي تناولتها، إذ تركزت موضوعات معظم المشاريع على معالجة التحديات الكامنة في مجموعة من الظواهر البيئية التي تُعزى بالأساس إلى الأنشطة البشرية الجائرة، وتشمل: الجفاف، وانحسار الأراضي الرطبة، والزراعة الأحادية، والأصناف الدخيلة الغازية، وتسرب المياه المالحة، والتربة المنهكة، وحرائق الغابات. ومن المقرر أن تنطلق إطلاق النسخة الثانية من جوائز العمل الغذائي في ربيع عام 2025.
واستضافت مبادرة «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون» يوم السبت، الموافق 1 يونيو 2024، بالتعاون مع مؤسسة إسطنبول للثقافة والفنون (İKSV)، النسخة الثالثة من مهرجان الجاموس المائي السنوي في إسطنبول – مهرجان ماندا فستيفالي – الذي أقيم هذا العام في قرية آغاتشلي بالقرب من إسطنبول في تركيا. ويُعد مهرجان ماندا فستيفالي جزءاً من مشروع الجاموس المائي الذي ترعاه مبادرة «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون».
ويسلط المهرجان الضوء على وجود وديمومة كلا من جاموس الماء والرعاة في إسطنبول، في مسعى للحفاظ على التراث الغذائي التاريخي لهذه المناطق التي تتعرض باستمرار لتهديدات متزايدة نتيجة التوسع في البنى التحتية والعمرانية. وقدَم المهرجان، الذي يجمع بين الرعاة المحليين والموسيقيين وعلماء البيئة والفنانين وعلماء البيئة وصانعي الجبن وعامة الجمهور، برنامجاً متكاملاً من الأنشطة شمل عرض أشهى أنواع حليب جاموس الماء في معرض مفتوح، برعاية مؤسسة (EK BİÇ YE İÇ) وبالتعاون مع عدد من المنتجين المحليين.
وسيُوفر المهرجان هذا العام لسكان إسطنبول ومنتجي الأغذية ونشطاء البيئة فرصة للالتقاء وتسليط الضوء على الأهمية الثقافية والبيئية لكل من تقاليد رعي الجاموس والأراضي الرطبة المهددة بالانقراض في إسطنبول والاحتفاء بها ودعمها بهدف الحفاظ على المنظومة الرعوية الطبيعية في المجتمع المعاصر.
وبهذه المناسبة، قال البروفسور كريستوف ليندنر، رئيس ونائب مدير الكُلّية الملكية للفنون: “تُعد جوائز العمل الغذائي استثماراً مجدياً لبحث إمكانات الممارسات الفنية والبحثية في ابتكار طرق يمكننا من خلالها إعادة تصوّر النظم الغذائية في سياق أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. وستوفر مبادرة «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون» دعماً سخياً لهذا الاستثمار الحيوي الذي يقودنا إلى مخرجات تعطينا تصورات واضحة لكيفية العيش والازدهار بالشراكة مع الطبيعة في المستقبل”.
وقالت كليا دريدان، رئيسة قسم الفنون والثقافة في مجتمع جميل: “سعداء بإطلاق برنامج جوائز العمل الغذائي برعاية «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون»، والذي يعكس التزام مجتمع جميل بالاستجابة لأزمة المناخ عبر نهج متعدد التخصصات، بما في ذلك من خلال الغذاء. ومجتمع جميل فخور بدعم يارا دواني في فلسطين ومينغشين لي في التبت من خلال هذه الجوائز، ونتطلع إلى مزيد من التعاون معهما خلال العام المقبل”.
وقال ألون شواب ودانييل فرنانديز باسكوال: “مما يبعث على التفاؤل حقاً أن برنامج جوائز «كليمافور × جميل في الكُلّية الملكية للفنون» للعمل الغذائي استقطب في عامه الأول فقط ما يقرب من 100 طلب مشاركة من 24 دولة حول العالم. ولقد كانت عملية الاختيار حافلة بالمشاركات المتنوعة والمبتكرة والقوية بشكل لا يصدق، كونها تعالج بعض الظروف البيئية الملحة التي فرضتها علينا أزمة المناخ. ويسعدنا أن نتعاون مع الفائزة بجائزة العمل الغذائي لعام 2024، يارا دواني من مزرعة أم سليمان، والفائزة بجائزة الممارسة الناشئة مينغشين لي لدعم تطوير ممارساتهما على مدار الاثني عشر شهراً القادمة، وسنعمل أيضاً على تسليط الضوء على بعض المشاركات المتميزة التي تلقيناها ونتطلع إلى مناقشتها بجدية مع أصحابها”.