لأن صحة مرضى الربو «البدناء» تتحسن عندما يتخلصون من بعض وزنهم، فإن اتباع نظام غذائي صحي يشتمل على أغذية تعمل كمضادات طبيعية للالتهاب، وتجنب الأغذية التي تستحث نوبات الربو، يساعد في الحد من أعراض الربو، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال اتباع الخطوات التالية:
الخطوات الأولى
تبدو عملية التخلص من بعض الوزن الزائد أمرًا بسيطاً – من الناحية النظرية – فكل ما يلزم هو تناول مقدار أقل من الطعام وممارسة الرياضة لفترة أطول. لكن لو كان الأمر بهذه السهولة، لما احتاج أي شخص أن يحسب ما يتناوله من سعرات حرارية أو دهون او كربوهيدرات.
إن الأمر ليس سهلاً، ولكن ينبغي ملاحظة أنه إذا كنت تعاني من مرض الربو، فإن صحتك الآن تتوقف على اختيار ما تتناوله من طعام.
وإذا كنت تريد التخلص من بعض الوزن، عليك اتباع ما يلي:
– تقليل مقدار ما تتناوله من سكر.
– تجنب الأغذية المقلية.
– تناول وجبات أخف.
– ضبط مقدار ما تتناوله من بروتين.
– استشارة الطبيب بخصوص برنامج للتمارين الرياضية.
– شرب مقدار كاف من الماء يوميًا.
الخطوات التالية
في حالة اتباعك الخطوات السابقة، فسوف يتحسن وزنك وحالتك المزاجية، وإذا رغبت في إدخال مزيد من التحسينات على نظامك الغذائي يمكنك اتباع الخطوات الآتية:
– تجنب تناول اللحوم المطبوخة وأنواع الجبن المطبوخ.
– أضف المزيد من الفاكهة والخضراوات الطازجة إلى نظامك الغذائي.
– تناول اللحوم منزوعة الدسم والدواجن والأسماك.
– قلل تناول العيش الأبيض والمعكرونة، وتناول جميع أنواع الحبوب.
الأغذية التي تعمل كعلاجات طبيعية:
يمكن أن تساعد بعض الأغذية في تحسن الصحة نتيجةً لما تشتمل عليه من مركبات تحتوي على مجموعات مختلفة من المركبات الكيمائية النباتية (phytochemicals) أو الفلافونيدات الحيوية (bioflavonoids) أو أحماض دهنية أساسية.
وإذا كنت تعاني مرض الربو، فأنت بحاجة لزيادة ما تتناوله من أغذية تعمل كمضادات طبيعية للالتهابات والهيستامين. ومن بينها: التفاح والبصل الأحمر لاحتوائها على مادة الكيورستين. وجوز الهند والأسماك الغنية بالزيوت لما تحتوي عليه من زيوت أوميجا 3. والتوت والفواكه الملونة، حيث تحتوي على العديد من الفلافونيدات الحيوية الصحية.
الحساسية تجاه الطعام
يشعر بعض مرضى الربو بتفاقم نوبات الربو عند تناولهم أغذية معينة على نحو متكرر.
وتوجد أنواع ظاهرة من الحساسية تجاه الطعام، وهناك أنواع أخرى لها رد فعل متأخر مما يصعب تحديد ما هو الطعام أو المقوم الغذائي الذي تسبب في نوبة الربو.
وعلى الرغم من إمكانية استبعاد أشهر الأغذية المسببة للحساسية من النظام الغذائي، فإنه من الأفضل إجراء تحليل دم لدى أحد المعامل المتخصصة في الحساسية المتأخرة تجاه الطعام. وعندما تحصل على نتيجة التحليل تجنب الأغذية التي تستحث رد الفعل.
تتضمن أكثر الأغذية المسببة للحساسية المتأخرة شيوعًا: (الحليب ومنتجات الحليب المجفف – القمح مثل الموجود في الخبز والمعجنات والباستا – الذرة مثل عصير الذرة والنشا – الفول السوداني – الصويا – البيض).
إضافةً إلى ذلك، فإن أي نوع من الطعام يمكن أن يسبب هذا النوع من الحساسية عند تناوله على فترات متقاربة. ويمكن محاولة الاحتفاظ بسجل لما تتناوله على مدار الأسبوع ومعرفة الأغذية أو المقومات الغذائية التي تتناولها يوميًا أو شبه يومي. واستبعاد هذه الأغذية من النظام الغذائي لمعرفة إذا كان هناك تحسن في أعراض المرض.
أغذية للمكافحة
يعتقد العديد من الباحثين أن الملوثات هي السبب في الزيادة الشديدة في معدلات الربو، إلا أن دراسات تشير إلى أن الأمر يتعلق أكثر بما يتناوله الأطفال، ما يعني «أن النظام الغذائي عامل أساسي». ومن ذلك أن شرائح البطاطس ربما تكون مسببة للمشاكل أكثر من التلوث، والحلوى أكثر إضرارًا من ذرات الغبار.
على سبيل المثال، هناك دول مثل المملكة المتحدة وأيرلندا ونيوزيلاند وصلت فيها نسبة إصابة الأطفال بالربو إلى 30%، ولا تزال في ارتفاع، وقد عكف كبار العلماء منذ أكثر من عشر سنوات على دراسة الصلة بين هذا المرض والنظام الغذائي.
ويقول د.أنتوني سياتون، أستاذ الطب البيئي بكلية الطب بجامعة أبردين في اسكتلندا: إن ما يحمي الأطفال من الربو أو يزيد من خطره عليهم هو خليط من العوامل المتعلقة بالنظام الغذائي وليس مجرد عنصر غذائي واحد أو طعام بعينه». وهناك خمسة مبادئ غذائية صحية للأطفال تساعد في الحد من أعراض الربو أو تجنبه تمامًا.
وهذه المبادئ هي إضافة إلى ما يشير به طبيب الأطفال أو ما يقدمه من علاج، وليست بديلاً عنهما.
وتحقق هذه المبادئ فائدة إضافية تتمثل في المساعدة على حماية الأطفال من البدانة وارتفاع نسبة الكولسترول ومرض السكر من الفئة الثانية، والتي قد تظهر فجأة عند البلوغ أو حتى في مرحلة سابقة من العمر.
ترجمة وإعداد: صفوت محمد