في لقاء جمع أسرة التحرير بأحد المختصين في مناهج التربية، سألناه عن الجديد في علوم تربية الأطفال، وكم كانت دهشتنا حينما عرفنا منه أن آخر الأبحاث توصلت إلى خلاف ما هو شائع من أن العقل السليم في الجسم السليم، مؤكدًا أن البناء النفسي السليم في الجسم السليم.
ولعل ما ذكره المختص يجيب عن أسئلة بعض الأمهات التي تصل للمجلة بين الحين والآخر من قبيل: لماذا لا يأكل طفلي جيدًا، أو لماذا يرفض الطعام دائمًا، أو لماذا يفضل الطعام غير الصحي؟
يجيبنا الباحثون بأن ذلك يرجع لأسباب نفسية تمر بالطفل وتؤثر على نظامه الغذائي، مثل افتقاده الحب، وشعوره بإهمال الآخرين له، وعدم احترامهم له، مما يؤثر على صحته بشكل عام وعلى غذائه بشكل خاص. فالطفل بحاجة لأن يشعر بأنه مقدر ومحترم من أسرته ومن الآخرين.
وفي حالات أخرى يرجع سوء التغذية لتعرض الطفل لقلق مرضي يتمثل في رفض الطعام أو زيادة تناوله، تصاحبه حالات مص الأصبع، أو قضم الأظفار، أو التلعثم، أو الكذب، أو صعوبات التعلم.
ويؤدي إحساس الطفل بالوحدة والاكتئاب إلى عدم رغبته في تناول الطعام، أو فقدان الشهية، أو قلة الأكل وهو ما يؤدي أحيانًا إلى تناوله الأكلات غير الصحية (مثل الشوكولاته وما شابه).
ونفس النتيجة تكون بسبب الإفراط الزائد في التدليل، والعادات الخاطئة، مثل الإصرار على أكل كميات كبيرة من الطعام، أو التنقل معه من مكان إلى آخر بالصحن، أو الشدة الزائدة والعنف عند إطعامه.