يُعدُّ عُنصر الحديد مُهمٌاً لنموّ جسم الطفل وتطوّره الحركي والعقلي؛ حيثُ يساعده على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم ويشارك في مناعة الطفل.
ويتواجد الحديد فى المصادر الحيوانية مثل: لحم البقر، الكبدة، الدواجن، والمأكولات البحرية والمصادر النباتية، مثل: العسل الأسود، الباذنجان الأسود، التمر، التفاح، البنجر والخضروات الورقية الخضراء الداكنة. وتجدر الإشارة إلى أنّ امتصاص الجسم للحديد من مصادره الحيوانية يُعدُّ أسهل من امتصاصه من المصادر النباتية.
وهناك بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد مثل: الأطفال الخدج والرُّضّع ذوي الأوزان القليلة، والأطفال الذين يتلقّون ألبان صناعية غير مدعمة بالحديد، الأطفال بعد السنة الأولى من العمر وذلك لتوقفهم عن الحليب المدعوم بعنصر الحديد؛ والمراهقين، الذين يعتمدون في غذائهم على الوجبات السريعة والمراهقات اللاتي تكون لديهن الدورة الشهرية غزيرة بدون تعويض أجسادهن لكميات غذائية مناسبة لهذه المرحلة.
وتشمل أعراض نقص الحديد عند الأطفال: تأثر نمو الطفل سلبًا، إصابته بالالتهابات المتكررة، ضعف المجهود البدني، ويظهر عند ممارسته للرياضة مقارنة بأقرانه، النهجان وسرعة ضربات القلب، ضعف التحصيل الدراسي، تساقط الشعر، فقدان الشهية، التهاب اللّسان، الصداع غير المفسر أو الدوخة، الرغبة في تناول أطعمة غير معتادة مثل التراب أو ورق المناديل والذي يسمى بالوحم الكاذب، وفي الحالات الأكثر شدّة لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى الأطفال قد تظهر بعض العلامات الأخرى مثل: هشاشة الأظافر، وشحوب لون البشرة والوجه واليدين والشفتين.
وقد تصل مضاعفات نقص الحديد في حالة عدم العلاج الى تأخر التطوّر الجسمي والمعرفي للطفل، و تتنوع أسباب نقص الحديد عند الأطفال والرضّع وقد تكون بسبب نقص الحصول على الحديد وذلك إذا عانت الأم من أنيميا فقر الحديد أثناء مدة الحمل وعدم تغذية الطفل تغذية سليمة ومدعومة بالحديد بعد نصف العام الأول من العمر وخصوصًا في الأطفال الخدج وناقصي الوزن.
وقد يكون سبب نقص الحديد عند الأطفال هو نقص امتصاصه نتيجة تهيج القولون العصبي أو بعض أنواع حساسية الطعام كالتحسس من القمح والذي يسمى بعوز القمح أو استخدام أدوية تتعارض مع امتصاص الحديد مثل أدوية الحموضة.
والسبب الأخير والخطير هو زيادة فقدان الحديد ومن أهمّ أسبابه؛ تقرح المعدة، والتهاب القولون التقرحي، والديدان التي تصيب الأمعاء الدقيقة في الجهاز الهضمي كدودة الاسكارس.
ويشخص نقص الحديد عند الأطفال بالكشف الطبي وصورة الدم وتحاليل الحديد بالدم ومخزونه.
ويعالج نقص الحديد عند الأطفال بأدوية تحتوي على عنصر الحديد بكميات يقدرها الطبيب المعالج حسب حالة الطفل، ولكن قد تظهر بعض الأعراض الجانبية على الطفل ومن أهمها تغير لون البراز والإمساك، ولذلك يوصي الطبيب الأم دائمًا بشرب الطفل لكميات كافية من الماء والسوائل وخصوصًا في أشهر الصيف، والإكثار من الوجبات التي تحتوي على الألياف، مثل: الفاكهة كالبرتقال والخوخ والأناناس والبطيخ، والخضار كالخس والذرة الحلوة، والخبز الذي يحتوي على النخالة والشوفان، والجرعة العلاجية 6 أسابيع بعد وصول الهيموجوبين للمستوى الطبيعي ذلك مع علاج السبب (الديدان أوعوز القمح أو حساسية الألبان والطعام أو ارتجاع المريئ آو التهابات الجهاز الهضمي).
لذلك يجب على جميع الأمهات وقاية أبنائهم من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عن طريق إطعام الطفل حميةً مُتوازنة وعرضه المبكر على طبيب الأطفال في حاله ظهور أيًا من الاعراض التي تم ذكرها.
ونتمنى لجميع أطفالنا حياة سعيدة مليئة بالحيوية والنشاط.
دكتور/ سامر مصطفى
أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة مستشفى الرعاية التخصصي “بروكير” – ماجستير طب الأطفال جامعة عين شمس – دبلومة تغذية الأطفال جامعة بوسطن
مقال شامل و مفيد
يعطيك العاافية دكتور سامر
ربنا يباركلك يا دكتور
بجد مقال مفيد جداً
تسلم وتعيش?