الصحة والغذاء

سمنة الأطفال.. أسباب في قفص الاتهام!

الإفراط في تناول الأطعمة، بخاصة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل: الدهون والسكاكر، هو السبب الرئيسي وراء سمنة الأطفال. حيث يحتوي جسم الطفل عند الولادة على عدد معين من الخلايا الدهنية. ومع نموه تزداد أعداد هذه الخلايا تدريجيًا بشكل طبيعي، مع نقصان حجمها إلى أن تصل إلى حوالي 30 مليار خلية دهنية عند البلوغ، وبعدها لا تزداد أعداد هذه الخلايا. لكن الطفل الذي يتناول أطعمة عالية السعرات أكثر من حاجته، يدفع جسمه إلى توليد أعداد ضخمة من الخلايا الدهنية وتعمل كمخازن لتخزين الزائد على حاجة الجسم من هذه الأطعمة على هيئة دهون. ومع الإفراط في الأطعمة ذات السعرات العالية يزداد عدد المخازن (الخلايا الدهنية)، ويزداد تراكم الدهون بداخلها حتى تنتفخ الخلية الدهنية مثل البالون، ويصاب الطفل بالسمنة.

كما أن التليفزيون وألعاب البلايستيشن من أسباب سمنة الأطفال، حيث يمكث الأطفال أمامها بالساعات للمشاهدة وتناول المسليات والمياه الغازية والشكولاته، ودون أن يبذلوا أي حركة أو نشاط يذكر وبالتالي لا يستهلكون إلا القليل من السعرات الحرارية والنتيجة إصابتهم بالسمنة.

لكن السمنة الناشئة عن أمراض الغدد الصماء لا تتعدى ا% من إجمالي أسباب السمنة.

وتؤكد أبحاث علمية أن الأطفال الذين يرضعون من ثدي أمهاتهم أقل إصابة بالسمنة، لأن الطفل في هذه الحالة يتحكم في غذائه بسهولة ويتناول حاجته من لبن أمه ويتوقف عند الشبع، كما أن لبن الأم متوازن غذائيًا. أما في حالة الرضاعة الصناعية فإن الأم هي التي تحدد الكمية التي يتناولها طفلها، وقد ترغمه على تناول كميات تزيد عن احتياجاته. وقد تحتوي الرضاعة الصناعية على ألبان عالية الدسم وسكريات؛ ما يزيد من فرصة إصابة الطفل بالسمنة.

وأن الأم التي تتعجل في فطام طفلها تزيد من فرصة تعرضه للسمنة خاصة إذا أمدته بأطعمة عالية السعرات مثل الحلوى والشيكولاتات والكريمة. ونقصد بالفطام، إمداد الطفل بأطعمة غير سائلة بجانب اللبن الذي يتناوله.

 وكلما تأخرت الأم في فصال طفلها قلت احتمالات إصابته بالسمنة. (الفصال هو التوقف تمامًا عن إرضاع الطفل) ليعتمد كلية على الأطعمة الصلبة (خضراوات وفواكه ولحوم  ومنتجات ألبان)، وعادة يكون الفصال في نهاية العام الثاني للطفل.

لكن هل السمنة تنتقل وراثيًا من الأجداد والآباء إلى الأبناء؟

وجدت دراسة علمية أنه إذا كان أحد الوالدين سمينًا، فإن احتمالات السمنة عند الأبناء قد تصل إلى 40%. أما إذا كان كلا الولدين سمينًا، فاحتمالات إنجاب أبناء سمان ترتفع لتصل إلى 80%. بينما إذا كان كلا الوالدين رشيقًا، فإن احتمالات إنجاب أبناء سمان لا تتجاوز 7%.

كما يتعلم الطفل من والديه عادات تناول الطعام؛ فإذا أسرفا فإنه يتعلم منهما الإسراف والنهم في تناول الطعام. وكذلك فإن الطفل يرث من والديه الكسل وقلة الحركة.

الخلاصة أن الأبناء يرثون من آبائهم أو أجدادهم، الاستعداد الوراثي للإصابة بالسمنة، ومع هذا الاستعداد إذا أكثروا من تناول السعرات الحرارية العالية، تنتفخ خلاياهم الدهنية الزائدة وتتضخم، وهي لديها الاستعداد لهذا، ويصاب الطفل بالسمنة.

أما إذا استطاع هؤلاء الأطفال تنظيم طعامهم، كمًا وكيفًا، مع المواظبة على الحركة والنشاط؛ فسيقللون من احتمالات إصابتهم بالسمنة إلى حد كبير، وخاصة إذا كان هذا التنظيم مبكرًا في طفولتهم.

د.حسن فكري منصور – استشاري التغذية العلاجية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم