الصحة والغذاء

بين الوجبات والمزاج علاقة أكيدة

من واقع الأبحاث التي تجريها حول الحالة الغذائية ومدى ارتباطها بالحالة النفسية، تؤكد د. سونيا صالح المراسي أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن التمثيل الغذائي يعكس صحة الجسم.. فالمواد المضادة للأكسدة ومنها «الملح –  فيتامينE وC» كلها ترفع المناعة، وتساعد الإنسان على مواجهة الضغوط اليومية دون أي توتر أو انفعال، وتشير إلى أن استكشاف العلاقة بين الحالة المزاجية والغذاء يتطلب دراسة الجوانب النفسية الكامنة وراء اختيار ما نتناوله.

ووفقًا للمراسي، فإن الدراسات التي أشرفت عليها في هذا الصدد، راعت تحديد الحالة المزاجية للشخص بناء على عدد الوجبات التي يتناولها، ومدة كل منها، ونوعيتها، والنمط الغذائي، كذلك القياسات الجسمية، ثم التحليلات وبشكل خاص تحليل السكر وتحليل الكلى. وبناء على ذلك تذكر أستاذ التغذية أن الدراسات خلصت لمجموعة من الحقائق المؤكدة، منها أن تناول الفاكهة والخضراوات يعتبر أفضل طريقة لتحسين الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، كما أن الماء يعتبر من أفضل العناصر الطبيعية اللازمة لتجديد خلايا الجسم.

وبحسب د.سونيا فإن كثيرًا من الناس يبحثون عن حالة مزاجية مرتفعة في ظل ضغوط الحياة اليومية.. هؤلاء تنصحهم أستاذ التغذية بتجربة تناول الشكولاته باللبن، حيث تساعد على إفراز مادة «الفينيليثلامين» التي تحتوي على مواد منبهة ومنشطة للجهاز العصبي وتقاوم الاكتئاب.. كما تساعد على تنظيم ضربات القلب، لاحتوائها على نسبة كبيرة من البروتين والكالسيوم والبوتاسيوم.

كما تنصح بتناول قدر معتدل من الليمون والسكر، باعتبارهما مكونين رئيسين لتحقيق اتزان الطاقة داخل جسم الإنسان، ومن ثم شعوره بالانتشاء والهدوء النفس.. موضحة أن «السكر أسرع شيء يحرق في الجسم.. كذلك الليمون به مواد مضادة للأكسدة».

وفي هذا السياق توصي بتناول المهدئات التي تحتوي على الماء والسكر كاللبن الدافئ والكراوية والينسون.. حيث تؤدي جميعها إلى تحسن الحالة المزاجية.

في المقابل كشفت الدراسات عن أنماط غذائية تعكر صفو الإنسان وتصيبه بالقلق والاكتئاب، وعن ذلك تقول أستاذة التغذية: «تعاطي المكيفات، كالشاي والقهوة بشكل مستمر يزيد من ضربات القلب وشعور الإنسان بالقلق والاكتئاب. لذلك ينبغي الحد منها».

ولأن ضعف الذاكرة أحد الأمراض التي تصيب صاحبها بالاكتئاب، يمكن لمن يريدون تنشيط قدراتهم الذهنية تناول الزيوت النباتية غير كاملة التكرير، كفول الصويا، زيوت الذرة، بذرة القطن، بالإضافة إلى صفار البيض والمخ، وبحسب د. سونيا «هذه الأغذية تحتوي على مادتي «الكولين»، «الليسيثين»، اللتين تنشطان الذاكرة.

أما الذين يريدون الإقلاع عن عادة التدخين ولا يملكون القدرة على ذلك.. فالحل الذي اتفقت حوله الأبحاث يتمثل في تناول الطماطم، نظرًا لاحتوائها على بعض الكيماويات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين. ومن ثم التخلص من حالة القلق والاضطراب التي تلازمهم أثناء ممارسة هذه العادة السيئة.

وإذا كانت هناك أنماط غذائية تحسن المزاج، ففي المقابل هناك أخرى تعكر صفو الإنسان وتصيبه بالقلق والاكتئاب والإجهاد، إلى ذلك تشير أستاذ التغذية «تعاطي المكيفات، كالشاي والقهوة بشكل مستمر على مدار اليوم يزيد من ضربات القلب وشعور الإنسان بالقلق والاكتئاب». وتوضح أن تناول هذه المكيفات قد يولد شعورًا مؤقتًا بالتحسن المزاجي، إلا إنها تتسبب على المدى البعيد في تفاقم الشعور بالاكتئاب.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم