تحولات عديدة تتعرض لها المرأة أثناء الحمل؛ حيث تحاصرها الترهلات، وتنتابها المتاعب والآلام، وتتوقف كثيرات عن مزاولة الرياضات التي اعتدنها في حياتهن العادية، ما يضاعف آثار الحمل على قوامهن.. لكن الخبراء يحذرونك إذا كنت في مرحلة الحمل من التوقف عن الرياضة، ويدلونك إلى أنسبها إليك.
ويوضح د. شادي عبدالعظيم – أستاذ الطب الرياضي أن التمارين الرياضية مهمة جدًا للأم الحامل، خاصة في أول تجربة حمل، حيث يتعرض الجسم لتغيرات جذرية مثل تمدد العضلات وترهل بعض أجزاء الجسم واعوجاج العمود الفقري، وبالطبع فإن التمارين الرياضية كالسباحة والمشي تقوي العضلات وتشد الجسم، وتكسب في الوقت نفسه المرأة نضارة وحيوية ونشاطا وافرا، وتقيها دوالي الساقين، كما أنها علاج لتراكم الدم الفاسد في الساقين الذي يتسبب في إصابتها بالتورم وكذلك التهاب سلاميات القدم وشبه سقوط القوس المستعرض للقدم.
فوائد عدة
ويشير د.عبدالعظيم إلى فوائد عدة تجلبها الرياضة للمرأة الحامل تساعدها على التمتع بحمل صحي وعملية وضع متيسرة، من هذه الفوائد صيانة عضلات البطن، وتحسين الحالة النفسية بمقاومة الاكتئاب الذي تشعر به غالبية الحوامل، وتعمل أيضا على رفع مقاومتها وصبرها خلال فترة الحمل، وأخيرًا دورها المهم في تيسير عملية الوضع، وعدم اللجوء إلى الولادة القيصرية التي انتشرت بين الأمهات التي حذفن الرياضة من جدول حياتهن.
وبينما يضع الخبراء قائمة بالرياضات التي ينبغي أن تتجنبها المرأة أثناء الحمل لما قد تسببه هذه الرياضات من سقوط الحامل مثل رياضة الفروسية والتزلج وبعض الرياضات الجماعية، فإن هناك رياضات أخرى لا تشكل خطرًا على الحامل وجنينها، بل ينصحون بممارستها.
رياضات مناسبة
ومن هذه الرياضات التي تناسب المرأة في مرحلة الحمل رياضة السباحة؛ حيث تتميز هذه الرياضة بالاسترخاء الذي توفره للحامل مما يمنحها شعورا بالارتياح والانشراح، وتعمل على رفع كفاءة القلب والجهاز التنفسي، ولا تصحبها مشاكل مفصلية، وغالبًا ما ينصح المختصون الحوامل بالسباحة على الظهر.
وعلى المرأة الحامل، بالإضافة إلى ممارسة رياضة السباحة إجراء تمرينات هادئة لعضلات البطن مع تمرينات لقبض العضلات القابضة لأرضية الحوض، وهناك أيضًا عدة تمارين تساعد على إطالة عضلات الظهر والفخذ وتزيد من مرونة الظهر تتمثل في تمارين مفصل الكتفين التي تعمل على مرونتهما بتحريكهما للأمام والخلف عدة مرات، بالإضافة إلى تمارين تقوية عضلات الرقبة وثني الرأس يمينًا ويسارًا مع التكرار.
وتعتبر رياضة المشي أيضًا من أهم الرياضات التي تنصح بها الحوامل حيث تتميز بكونها في متناول الجميع حتى النساء الحوامل اللاتي لم يتعودن ممارسة الرياضة يمكنهن الالتجاء إلى رياضة المشي لفوائدها الصحية العديدة ولسهولتها التي تستطيع ممارستها طيلة أشهر الحمل وليس في مرحلة دون أخرى أمرًا مفيدًا بالنسبة لها.
وينصح د. نجيب سالم – استشاري الطب الرياضي بالمشي بسرعة معقولة تتراوح بين 5- 6 كليو مترات في الساعة لمدة نصف ساعة يوميًا بمعدل خمس أو ست مرات أسبوعيًا، وذلك لأن ممارسة المشي بشكل منتظم له فوائد عديدة على المدى البعيد فتقي من احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية، إلى الوقاية من السكر وهشاشة العظام، وصولاً إلى معالجة التهاب المفاصل وضغط الدم المرتفع وحتى الاكتئاب، ويجب أن تترك الذراعين يتأرجحان بحرية واسترخاء مع جعل القامة منتصبة والرأس مرتفعا لأعلى. لافتًا إلى أهمية المشي بالنسبة للسيدات الحوامل مع تمرينات البطن غير الحركية من وضع الثبات، بأنها تضم الركبتين وهي مثبتة مما يساعد على تقوية عضلات الحوض ويعلي المرونة أثناء الولادة، وتسهل عملية الولادة.