قبل 15 عامًا حصل السباح الأمريكي مايكل فيلبس على لقب صاحب الأذن الكبيرة, وهو اللقب الذي منحه إياه رفاقه بالمدرسة الابتدائية، والآن حصل السباح الأسطوري على ألقاب أخرى منحته إياها وسائل الإعلام العالمية في مشارق الأرض ومغاربها. فقد تحول الطفل الخجول الذي يتوارى من ملاحقة زملائه بالمدرسة إلى الدولفين البشري وسوبرمان أحواض السباحة وأعظم رياضي في التاريخ الأولمبي ومعجزة القرن وغيرها من ألقاب التمجيد التي حصدها بكل جدارة بعد أن فاز بثمانية ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة التي أقيمت في الصين.
لكن ما هو السر وراء نجاح مايكل فيلبس في تحقيق هذا الإعجاز التاريخي الذي جعله أكثر الرياضيين فوزًا بميداليات ذهبية في دورة أوليمبية واحدة؟
السر بكل بساطة يكمن في تكوينه الجسماني والعضلي الذي يشبه الدلفين لاسيما كبر حجم قدمه وطولها؛ حيث يرتدي حذاء مقاسه 49، وهو مقاس يساعده على دفع المياه دفعًا مثلما يستخدم الدلفين ذيله لدفع المياه للخلف للانقضاض بقوة على فرائسه.
ويتذكر دائمًا مايكل فيلبس نظرات الإعجاب التي ينظر بها مدربه بوب بومان إلى قدميه قبل أن يردد مقولته الشهيرة: «لولا هذا القارب الذي ترتديه يا فيلبس ما دخلت أنا وأنت التاريخ».
ويعترف فيلبس بأنه لم يعد يعثر على حذاء يطابق مقاس قدمه في المحال العادية منذ أن بلغ عامه الخامس عشر؛ لذا فقد لجأ لصانع أحذية متخصص في صناعة المقاسات الكبيرة في مدينة بالتيمور مسقط رأسه بولاية ميريلاند الأمريكية حتى يتخلص من سخرية أصحاب محلات الأحذية الذين ينصحونه بالذهاب لصانع قوارب ليوفر له المقاس المناسب لقدمه.
ولا تقتصر مزايا جسم مايكل فيلبس على قدميه فقط، فطوله الفارع الذي يصل إلى 193 سنتيمترًا يتميز بمواصفات مثالية للسباح.
وتؤكد صحيفة ليكيب الفرنسية الرياضية أن طول قامة مايكل فيلبس تختلف عن طول قامة غيره من السباحين؛ حيث تتميز بجذع طويل مثل جسد الدلفين يساعده على التزحلق على الماء مع كل ضربة من ضربات يده القوية في حمام السباحة.
وتتمتع كتفا فيلبس وكوعاه وعرقوباه بمرونة فائقة تساعده على سرعة إزاحة المياه مقارنة بمنافسيه. ولكن هل يعد التكوين الجسماني بمثابة الورقة الرابحة الوحيدة التي يتمتع بها مايكل فيلبس في مواجهة منافسيه؟
قطعًا لا؛ فهو يتمتع بقوة فائقة على استعادة قدراته البدنية بعد أداء مجهود شاق في وقت قياسي مقارنة بالآخرين كما تكشف ذلك التحاليل الخاصة بنسبة إنزيم «لاكتيت»في الدم بعد بذل مجهود كبير. ولا يحتاج فيلبس إلا إلى 17 دقيقة فقط من الراحة لاستعادة قواه كاملة بعد خوض سباق عنيف، وهي فترة قصيرة جدًا وفقًا لمعايير أساتذة الطب الرياضي في الاتحاد الأمريكي للسباحة ما يعني أنه يفقد نسبة من اللاكتيت أقل من خلال خوض السباقات فيزيده احتياطي اللاكتيت الكبير سرعة عن منافسيه.