يحدث تسوس الأسنان نتيجة أربعة عوامل أساسية هي: الاستعداد أو القابلية الشخصية لتسوس الأسنان، وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم، وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات، نقص في تركيز الفلوريد في مياه الشرب أو معاجين الأسنان.
وهناك عوامل مختلفة تزيد من فرص الإصابة بتسوس الأسنان؛ فقد يؤدي سوء تغذية الأم الحامل إلى زيادة فرصة تسوس أسنان جنينها بعد الولادة خلال مراحل عمره المختلفة أو ظهور بعض التشوهات في الشكل أو التركيب لمكونات الأسنان التي تبدأ في الصلابة من بداية الشهر الثالث إلى الرابع من الحمل وتبدأ في البزوغ مع الأسبوع السادس من الحـمل.
وهناك متلازمة تؤدي إلى تسوس الأسنان تسمى متلازمة الإرضاع من القنينة؛ حيث تضع الأم القنينة المحتوية على مواد سكرية أو عصائر أو حليب أو بدائل حليب الأم في فم الرضيع طول النهار أو تترك القنينة في فمه لإطعامه وهو نائم وبالتالي تتراكم المواد السكرية في الفم محدثة تسوسًا غالبًا ما يكون في أسنان الفك العلوي؛ حيث يحمي اللسان أسنان الفك السفلي من التسوس.
كما أن تناول العصائر السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والحليب الذي يضاف اليه السكر يؤدي إلى تخمر هذه السكريات في الفم بواسطة البكتيريا فتنتج الأحماض العضوية التي تقود بدورها إلى تسوس الأسنان.
التسوس وفقدان الوزن
وعادة ما يبدأ تسوس الأسنان في السطح الخارجي من السن وهي منطقة المينا ويستفحل التلف في المنطقة الصلبة من السن وعندما يصل التسوس إلى منطقة العاج يزيد الإحساس والشعور بالمشروبات أو الأطعمة الباردة وعندما يصل التسوس إلى منطقة اللب تظهر التهابات بمنطقة اللب وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة.
وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السن وظهور التهابات بمنطقة الفك وتلف بالأنسجة المحيطة ما يؤثر على نوعية وكمية الطعام المتناول ما يؤدي إلى سوء التغذية التي تمثل خطورة على صحة الفرد.
وهناك دراسات عديدة توضح ارتباط تسوس الأسنان بفقدان الوزن؛ نتيجة قلة المتناول من الأطعمة بسبب ألم الأسنان أو نتيجة فقدان الأسنان أو نتيجة وجود الصديد الناتج من التهابات السن والفك والذي يمثل بؤرة صديدية تنقل سموماً إلى المعدة فتحدث الغثيان وآلام المعدة. كما يعتبر تسوس الأسنان السبب الرئيسي لغياب الأطفال من المدارس.
سبل الوقاية
والتغذية السليمة لها دور مهم في نمو وتطور وسلامة الأسنان والأنسجة المحيطة بها؛ ففيتامين أ ضروري في تكوين طبقة المينا، وفيتامين ج ذو أهمية كبرى في تكوين طبقة العاج، وعنصرا الكالسيوم والفوسفور مهمان في عملية التكلس، بالإضافة إلى ضرورة توفر المغنيسيوم والفلوريد أثناء عملية تكلس الأسنان. أما فيتامين د فيساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء ويعتبر البروتين أحد مكونات الأسنان.
وتعتبر الألبان ومنتجاتها من أهم مصادر الكالسيوم والفوسفور وهي سهلة الامتصاص وتمثل أكثر من 75% من المتناول اليومي من الكالسيوم في الدول المتطورة؛ لذلك يصعب الحصول على الاحتياجات اليومية من الكالسيوم دون تناول الحليب أو منتجات الألبان.
ويحتوي كل كوب (240 مليلترًا) من الحليب على 290 مليجرامًا من الكالسيوم في حين يحتاج الفرد في المرحلة العمرية من 9 إلى 18 عامًا إلى 1300 مليجرام يوميًا ويقل احتياج الكالسيوم في الفترة من 19 إلى 50 عامًا إلى 1000 ماليجرام ثم تزيد الكمية بعد هذا العمر لتصل إلى 1200 مليجرام يوميًا.
بالإضافة إلى عنصري الكالسيوم والفوسفور فالحليب يحتوي أيضاً على فيتامين أ الضروري للنمو وسلامة الجلد والنظر ومقاومة العدوى، وفيتامين د الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم، وكذلك على مجموعة فيتامين ب المركب اللازمة لإطلاق الطاقة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى. ويحتوي الحليب أيضًا على بروتينات ذات قيمة بيولوجية عالية حيث تعتبر من أفضل أنواع البروتينات من حيث الهضم والامتصاص ويحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين البروتينات المختلفة اللازمة لبناء وظائف الجسم.
وتمد الخضراوات والفواكه جسم الإنسان بالفيتامينات والمعادن، كما تعمل على زيادة إفراز اللعاب الذي يعمل على نظافة الفم والأسنان ويقوم بمعادلة الحموضة وتثبيط نمو البكتيريا ويعتبر وسطًا لنقل وحمل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم الفلوريد؛ حيث يتم تبادل لهذه العناصر مع سطح السن، كما تعمل على تليين الأطعمة لسهولة البلع.
ومما يؤدي إلى انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال قلة اهتمامهم بنظافة الفم واللثة؛ لذا يجب إرشاد الأطفال لغسل أفواههم وتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على عنصر الفلوريد، خاصة بعد تناول المشروبات الغازية والحلويات وذلك من أجل منع التخمر في الفم الذي يؤدي إلى إنتاج الأحماض العضوية التي تحدث تسوس الأسنان. كذلك يجب تناول أطعمة صحية متوازنة للوقاية من سوء التغذية.
د.خالد المدني