لعل سبب اللجوء إلى الطعام المعلب أو المحفوظ هو عدم وجود الوقت الكافي الذي يسمح باستخدام المكونات الطازجة لإعداد الوجبات المختلفة.
وإذا تأملنا قليلًا في طبيعة المكونات المستخدمة لحفظ تلك الأطعمة فسنجد أن المواد الحافظة الموجودة بها تتسبب في إحداث أضرار صحية أكثر ما تساعد في طهي الوجبة في وقت قياسي. فكيف نتغلب إذن على هذه المشكلة ونقوم بإعداد وجبة لذيذة طازجة في وقت قياسي؟
المؤكد أن الطعام المعلب كان في الأصل طازجًا قبل التعليب، لكن مروره بالمراحل المختلفة من طهي وتبريد وبسطرة وإضافة بعض الحمضيات وقليل من القلويات وأحيانًا كثيرًا من الأملاح.. كل ذلك ينتج عنه تغيير في التركيبة الغذائية والصحية لهذا الطعام.
فلو انتهزنا فرصة المواسم التي تمر بنا وقمنا بشراء كمية كبيرة من أكثر السلع الموجودة بذلك الموسم التي نحتاج إليها بكثرة في المطبخ. وإذا أخذنا على سبيل المثال الطماطم فسنجد أنها لا تتطلب منا الجهد الكبير في أن نشتري كمية كبيرة منها عندما يكون سعرها منخفضًا ثم نقوم بوضعها – بعد تقطيعها إلى أنصاف – في وعاء كبير على نار متوسطة وتركها حتى يتحول قوامها إلى كتل ومن ثم حفظها في عبوات من البلاستيك بكميات مناسبة في البراد بحيث يسهل استخدامها فيما بعد لعمل أطباق من الخضار كالفاصوليا أو البامية. وإذا كان الغرض هو عمل صلصة ذات قوام سميك فيمكن تركها على النار مدة أطول مع إضافة قليل من الأعشاب العطرية لإعطائها نكهة ومذاقًا أطيب. وإذا كان أفراد الأسرة يميلون إلى أكل المربى فيمكن شراء الفاكهة المفضلة لديهم في موسمها وإضافة السكر إليها ثم تركها لتغلي حتى تصبح مربى مصنوعة في المنزل ثم تعبأ في «برطمانات» وتلف بقطع قماش أو أوراق ملونة وتقدم كهدايا للأهل والأصدقاء. ويمكن حفظ هذه الأنواع من المربى لشهور عديدة. نخلص من ذلك إلى أنه يمكن عمل ما نستخدمه بكثرة من أطعمة في مطبخنا لجعله متوافرًا على مدار العام حتى يأتي العام الذي يليه بثماره الطازجة.
الشيف: أسامة السيد