بالحديث عن التقنيات والأجهزة الحديثة لا بدَّ أن نبدأ بتلك التي تتعلق بتجميل الأسنان، وهنا سنتحدث عن جهاز “الكاد كام” الرقمي أو ما يعرف بالسيريك (Cerec machine)، حيث يعدُّ هذا من أفضل الأجهزة التي تمنح المريض الدقة وتوفر الوقت والمجهود، بحيث يمكن إعداد التيجان والتلبيسات في وقت قصير لا يتجاوز في بعض الأحيان الـ30 دقيقة عن طريق برنامج التصميم الرقمي المدمج معه، فبعد المسح الضوئي تنتقل صورة الأسنان المأخوذة من الفم إلى جهاز الكمبيوتر، ثم يمكن من خلاله تصميم ثم تصنيع التاج بدقة عالية وإنهاء معظم الحالات في جلسة واحدة.
أمَّا ثاني التقنيات التي سنتحدث عنها، فتتعلق بشي يحلم به كل زائر لعيادة الأسنان، وهو علاج خالٍ من الألم وآلة الحفر الخاصة بالطبيب، وذلك عن طريق ما يعرف بالليزر المائي الذي أحدث طفرة تجميلية وعلاجية في عالم الأسنان. يعمل الجهاز بواسطة اتحاد شعاع الليزر مع الماء المتدفق الخارج بقوة ليقوم بإزالة التسوس بدون الشعور بالألم، حيث تقوم المياه بتبريد شعاع الليزر الذي بدوره يقوم بقطع الأنسجة وإعادة تلاؤمها مرة أخرى، ويُستخدَم لبعض الحالات، خاصة في علاج أسنان الأطفال بدون استخدام حقن البنج، كما يمكن أيضًا استخدامه في إزالة الفينير أو ما يعرف بابتسامة المشاهير بسهولة.
أمَّا النوع الآخر من أجهزة الليزر المتطورة والمستخدمة، فتعرف باسم الدايود ليزر (Diode laser)، ويتميز بدقته العالية في علاج أنسجة اللثة في وقت قصير وبدون نزيف. كما يساعد على إزالة الأنسجة التالفة حول الأسنان قبل عمل التركيبات وحشوات الأسنان، وله دور هام في علاج الالتهابات والتصبغات اللثوية، ويقوم بالتخلص من البكتيريا أثناء علاج وحشو العصب بواسطة شعاع الليزر، بالإضافة إلى نتائجه الجيدة في تبييض الأسنان.
ثالثًا، ومن أحدث التقنيات التي ساعدت الأطباء وأضافت الدقة للعمليات الجراحية، تقنية الدليل الجراحي (Surgical guide) في عمليات زراعة الأسنان، التي تساعد على تعويض الأسنان المفقودة في أسرع وقت، وبمساعدة الكمبيوتر والطابعات الثلاثية الأبعاد، يمكننا أن نرى وضعية الزرعة في الفك بواسطة تقنيات الواقع الافتراضي (virtual planning) قبل تنفيذ الجراحة، وبذلك نضمن نتيجة دقيقة، بدون جراحة وبأقل نزيف.
أخيرًا، سنتحدث عن أشعة الـ CBCT (الأشعة المقطعية المخروطية) التي غيَّرت مسار الأشعة التشخيصية في طب الأسنان. يمنح هذا النوع من الأشعة الطبيب صورة ثلاثية الأبعاد للفكين (3D) التي يظهر من خلالها جميع التفاصيل التي تساعد الفريق الطبي في الوصول إلى التشخيص المثالي والدقيق، خاصة في حالات مثل: عمليات كسور الفكين، والجراحة التقويمية، وإزالة ضرس العقل الجراحية. كما أن لها دورًا هامًا قبل عمليات زراعة الأسنان.
لقد شهد طب الأسنان في السنوات الأخير تطورًا كبيرًا، ولم يعد ذلك التخصص المحدود في حشو أو خلع الأسنان فقط، بل أصبح له فروع دقيقة وتخصصات مختلفة. كما أن إدخال الأجهزة التكنولوجية المتطورة مؤخرًا أدى إلى معالجات أكثر دقة ونتائج مبهرة.
أنس رمضان طاهر
اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين
