من أكثر الأسلحة الطبيعية المقاومة للسرطان فاعلية معدن السلينيوم لأنه يفيد في الوقاية من أنواع عديدة من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي والمريء والمعدة والبروستاتا والكبد والمثانة. أما الموصى به منه فمقداره 200 ميكروجرام يوميًا وذلك وفقًا لما ورد في كتاب «الوقاية من الأمراض وعلاجها» الصادر عن مؤسسة إطالة العمر.
بدايات الاستخدام
استخدم السلينيوم للمرة الأولى في الطب التقليدي كعلاج لقشرة الرأس، إلا أن العلماء قطعوا شوطًا طويلاً في فهم أهمية هذا المعدن. فاليوم يظهر البحث أن السلينيوم لا سيما عند استخدامه مع فيتامين c وفيتامين e وبيتا كاروتين يعمل على منع التفاعلات الكيمائية التي تنتج الجذيرات الحرة في الجسم (والتي يمكن أن تضر بالحمض النووي وأن تسبب تغييرًا تحلليًا في الخلايا وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان). ويساعد السلينيوم أيضا على إيقاف تكاثر جزيئات الحمض النووي التي لحق بها الضرر.
ويقول د. جيمس هونشتين إن «السلينيوم يسهم في قتل الخلايا السرطانية والخلايا قبل السرطانية، وذلك قبل تكاثر هذه الخلايا، وبالتالي يساعد في إيقاف السرطان قبل أن يبدأ». وقد جاء هذا في كتابه الصادر تحت عنوان دليل الأطباء إلى منتجات الصحة الطبيعية الناجحة.
علاج أكثر أمنًا
وإضافة إلى مساعدة السلينيوم في الوقاية من المرض قبل بدايته، فقد ثبت أيضًا أن السلينيوم يساعد في إبطاء تقدم السرطان في المرضى الذين أصيبوا به بالفعل، وذلك وفقًا لما ورد عن «مؤسسة إطالة العمر». فضلاً عن أنه يساعد في «تعزيز فاعلية العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع والإفراط الحراري، وفي نفس الوقت يقلل من الضرر الذي يلحق بخلايا المريض العادية (غير السرطانية) وبالتالي يجعل من العلاج أقرب ما يكون بـ «سم انتقائي».
وأوضحت دراسة أجراها د. لاري كلارك من جامعة أريزونا نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، مدى فاعلية السلينيوم في الوقاية من السرطان. الدراسة أجريت على 1300 شخص من كبار السن، أظهرت انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان بين الذين حصلوا على 200 ميكروجرام يوميًا من السلينيوم على مدار سبع سنوات بمعدل 42% مقارنة بالذين تناولوا علاجًا وهميًا. في حين انخفضت الوفيات الناجمة عن السرطان بين الذين تناولوا السلينيوم إلى النصف.
وخلصت الدراسة إلى أن السلينيوم ساعد في الحماية من كافة أنواع السرطان، إلا أن له تأثيرات قوية بصفة خاصة على سرطان البروستاتا وسرطان القولون أو المستقيم وسرطان الرئة. وقد وصفت جين كاربر في كتابها «علاجات خارقة» النتائج التي توصل إليها د. لاري باعتبارها «دراسة غير مسبوقة للسرطان أدت إلى زيادة قبول استخدام المكملات في محاربة السرطان».
مصادره الغذائية
إن البشرى السارة هي وجود عدد من المصادر الغذائية التي تحتوي على السلينيوم ومنها عيش الغراب وصفار البيض والمأكولات البحرية والدواجن والكلى والكبد ولحم العضلات. وتعتبر الخضراوات ومنها الثوم والبصل والقرنبيط والهليون والطماطم وغيرها بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبذور من المصادر الجيدة للسلينيوم.
إلا أنه نتيجة لاعتماد مقدار ما تحتويه الخضراوات والحبوب من السلينيوم على مقدار السلينيوم الموجود في التربة التي ُزرعت فيها هذه الخضروات والحبوب، قد يصعب على المستهلك العادي معرفة المقدار الفعلي لما يحصل عليه من السلينيوم من نظامه الغذائي.
ويقول د. رالف موس في كتابه «مضادات الأكسدة في مواجهة السرطان» إن أحد النظريات التي تفسر سبب الارتفاع الشديد في معدلات الإصابة بالسرطان في لينكسيان في الصين التي تسمى بـ«عاصمة السرطان في العالم» هي نقص معدني السلينيوم والزنك الأساسيين في التربة.
ومن أسباب عدم الحصول على كميات كافية المعالجة التي تخضع لها العديد من أغذيتنا قبل طرحها في الأسواق. ويوضح «إيرل منديل» على سبيل المثال أن معالجة الدقيق ليصبح دقيقا أبيض تجرده من مقدار كبير مما يحتوي عليه من السلينيوم.
ومن بين طرق زيادة ما تحصل عليه من السلينيوم تناول كميات أكبر من الأغذية العضوية والتي أثبتت بعض الدراسات احتواءها على معدلات أعلى من السلينيوم وبيتا كاروتين وفيتامين e.
ولعل إضافة المكملات إلى نظامك الغذائي تعتبر طريقة موثوقًا فيها بشكل أكبر لزيادة ما تحصل عليه من السلينيوم. ويؤيد «إيرل منديل» استخدام المكملات قائلًا: «إن تناول مكملات السلينيوم والأغذية الغنية به يعتبر بمثابة تأمين جيد ضد المرض».
وعلى الرغم من أن الجرعات المفرطة من السلينيوم يمكن أن تكون ذات تأثيرات سامة، لا يتعرض أغلب الأفراد إلى خطر الجرعات الزائدة بل ويمكنهم حقيقة الاستفادة من الحصول على المزيد من السلينيوم. فإضافة المزيد من الأغذية الغنية بالسلينيوم مثل الخضراوات والفاكهة العضوية إلى نظامك الغذائي فضلًا عن المكملات تساعد في وقايتك من خطر السرطان.
