كشفت الدراسات أنه بالرغم من توافر الرقابة على عمليات تصنيع العبوات الغذائية المعدنية لمنع تلوث الأغذية المحفوظة، فإن أسلوب استخدام هذه العبوات المعدنية وترك الأغذية بها بعد فتحها، يهدد الصحة العامة بصورة خطيرة.. وبالتالي أوصت الدراسات بأهمية التوسع في استبدال العبوات المعدنية بالعبوات البلاستيك، أو الزجاج، أو رقائق الألمونيوم، أو الكرتون المقوى، وهي عبوات تكاد تنعدم الخطورة في استخدامها وترك الأغذية. هذا، وقد تم إجراء هذه الدراسات على مختلف العبوات المعدنية التي تحفظ فيها العصائر والخضراوات والفواكه. وقد ركزت تلك الدراسات على عنصري القصدير والحديد بصفة خاصة، حيث تؤدي زيادتهما إلى حدوث تسمم غذائي.
وقد وجد أن القصدير مثلاً لا تزيد نسبته في عبوات العصائر والخضراوات على 250 جزءًا في المليون، وهي نسبة معقولة.. ولكن أثبتت الدراسات أن ترك العصائر والخضراوات المحفوظة في عبواتها بعد فتحها يؤدي إلى زيادة نسبة القصدير المتسرب من العبوة إلى الأغذية، فتصل إلى ثلاثة أضعاف النسبة المسموح بها بالنسبة للعصائر على أساس أنها حمضية، وتزيد مرتين ونصف في حالة الخضراوات المحفوظة. أما بالنسبة للحديد، فوجد أنه يزيد بنسبة تصل إلى سبعة أضعاف النسبة المسموح بها عالميًا، وذلك في حالة عبوات عصائر الجوافة والبرتقال بصفة خاصة، نظرًا لحمضيتهما، وكذلك تزيد إلى ضعفي النسبة العالمية في حالة الخضراوات. أما الزنك فوجد أنه لا يزيد في الخضراوات المحفوظة على خمسة أجزاء في المليون، وهی لا تتعدى النسبة المسموح بها. أما المغنيزيوم، فبالرغم من أنه لم يتعدَّ 100 جزء في المليون في العصائر، و 150 : 650 جزءًا في المليون في الخضراوات، وهي نسب مسموح بها، فإن کمیته تتضاعف عشرات المرات في عبوات الصلصة .
ومما هو جدير بالذكر أن الدراسات قد انتهت إلى ضرورة التوعية بإفراغ محتويات العبوات الغذائية المعدنية سواء الخضراوات أو العصائر – فور فتحها، وتعرضها للهواء، لمنع حدوث أي تلوث للأغذية من العبوات نفسها، وذلك في عبوات بلاستيك أو زجاج.. ومن ناحية أخرى أوصت الدراسات بضرورة التوسع في استبدال العبوات المعدنية بعبوات بلاستيك أو زجاج أو كرتون مقوى، حيث تختفي أية أضرار ناتجة عن أسلوب حفظ الأغذية.
ومن ناحية أخرى، فإن الأغذية المحفوظة الجافة أو السائلة تضاف إليها بعض المواد الكيميائية في مراحل إعدادها للتصنيع أو التعليب.. وبعض هذه المواد مسموح به عالميًا بموافقة منظمة الصحة العالمية، إلا أن جانبًا كبيرًا من هذه المواد المسموح بها ما زال محل دراسة متخصصة تبحث في آثاره الجانبية.
كما ثبت علميًا أن بعض المواد الملونة للمواد الغذائية المحفوظة يسبب أنواعًا من السرطانات، ولا سيما سرطان القولون.. وكذلك مكسبات الطعم، وهي المواد التي تضيف نكهة معينة للأطعمة المحفوظة، لها تأثيرات سمية ضارة ومزمنة على الجهاز التنفسي والقلب والدورة الدموية .وثبت أن هناك مضادات حيوية تتم إضافتها للأطعمة المحفوظة بغرض منع نمو البكتيريا فيها، قد تسبب أنواعًا غريبة من الحساسية عند بعض الناس، إلا أن خطرها الأكبر يتمثل في قتل “الفلورا” الطبيعية الموجودة في الأمعاء، والتي تقوم بتصنيع الفيتامينات الطبيعية للإنسان، وبذلك يتوقف الجسم عن إنتاج هذه الفيتامينات وتنمو بدلاً منها أنواع من الفطريات في غياب هذه “الفلورا .”
“ثبت علميًا” – محمد كامل عبدالصمد
