الصحة والغذاء

شاي للسعادة والهناء

منذ اكتشاف الشاي قبل أكثر من 5000 ألف عام، لم يتوقف العلماء والباحثون عن دراسة مكوناته وفوائده. وقد اكتشفوا  مؤخرًا احتواء الشاي على مركب الثيانين Theanine ذي الفوائد الصحية العديدة ما يمثل بشرى سارة لمحبي الشاي.

وفي حين يندر الثيانين في الأطعمة الأخرى فإنه يوجد طبيعيًا في أوراق الشاي وبكمية تتراوح بين 14و 18 ملليجرامًا في الكوب الواحد من الشاي.

والثيانين عبارة عن حمض أميني غير بروتيني له قدرة على العبور من خلال الحواجز الدموية المخية وتحسين وظائف المخ والذكاء؛ حيث يزيد التركيز ويخفض من نسبة التوتر والقلق. ووُجد أنه بعد نصف ساعة فقط من تناول الأشخاص الأصحاء ما يتراوح بين 50 و250 ملليجرامًا من الثيانين تحدث زيادة في الموجات المخية من النوع ألفا المرتبطة بعملية الارتخاء مع زيادة القدرة على التركيز دون حدوث النعاس. ومع عدم معرفة آلية هذا التأثير  حتى الآن إلا أن العلماء يعتقدون أن الثيانين يزيد من تركيز بعض النواقل العصبية التي لها دور في القدرة على الفهم وتحسين المزاج، مثل التربتوفان Tryptophan  وهو أحد الأحماض الأمينية المصنعة للناقل العصبي السروتينين Serotonin المهم في تنظيم النوم والشهية للأكل والقدرة على الفهم والشعور بالسعادة والنشاط. كما قد يزيد الثيانين من مستوى الدوبامين  Dopamine وهي أحد النواقل العصبية التي تلعب دورًا في الشعور بالسعادة. كما يعمل الثيانين على تضاد تأثير الكافيين المنبه للجهاز العصبي ما يظهر التأثير المهدئ  وبالتالي يحسن من نوعية النوم. كما دلت نتائج بعض الأبحاث الأولية على تأثير الثيانين المضاد لارتفاع ضغط الدم. وأظهرت بعض الأبحاث الحديثة زيادة فعالية الثيانين في الاستجابة المناعية ضد الأمراض الميكروبية المعدية. يُعتقد كذلك أن للثيانين دورًا في تصنيع بعض مضادات الأكسدة الموجودة بالشاي ما يُمثل نوعًا من الوقاية ضد بعض أنواع السرطان.

فوائد أخرى عديدة

وفضلاً عن فوائد الثيانين الذي اكتشف العلماء مؤخرًا احتواء الشاي على نسب منه، فإن للشاي فوائد أخرى أثبتتها أبحاث علمية عديدة.

فقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية احتواء مشروب الشاي على مضادات الأكسدة التي تمثل نوعًا من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان. كما يحتوي الشاي على بعض المواد التي تحسن من وظائف المخ بالإضافة إلى مواد تمثل نوعًا من الوقاية ضد الميكروبات المعدية والالتهابات، ويحتوي على مواد قابضة لصحة الفم، وعلى عنصر الفلورايد لوقاية الأسنان.

ومن الخصائص التي تتفرّد بها أوراق الشاي أنها تحتوي على عدة أنواع ذات أهمية من عديد الفينول Polyphenols    الذي يُسمى الفلافونويدات Flavonoids. وهذه المادة الأخيرة هي مجموعة شائعة ومعروفة وتوجد أيضًا بوفرة في غذاء الإنسان. ومن المحتمل أن هذه المواد تطورت لتقي النباتات من الحشرات والأمراض.

ويزيد الشاي نشاط الكلى فيساعدها على التخلص من الماء الزاد وما يحتويه من أملاح ضارة بالجسم. واكتشف بعض الباحثين أن تناول 3 أكواب من الشاي يوميًا يخفف أعراض الأكزيما الجلدية. كما تبين أن للشاي فوائد أخرى لصحة العظام ومضادة لمرض باركنسون.

ويُعد الشاي مثلاً المصدر الثاني للسوائل بعد المياه حيث يحتاج الرجل البالغ  إلى تناول حوالي 3.7 لتر والمرأة البالغة حوالي 2.7 لتر من المياه يوميًا لقيام الجسم بالوظائف الحيوية المختلفة. ويمد مشروب الشاي الإنسان بالسوائل دون إضافة سعرات حرارية للجسم؛ حيث لا يحتوي الشاي على سعرات حرارية في حالة عدم إضافة الحليب أو سكر المائدة للشاي بعكس المشروبات الغازية والشرابات الأخرى التي تحتوي على سعرات حرارية (سكريات) ما يؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة الوزن والسمنة التي تعتبر أهم المشكلات الصحية في المملكة حيث تعتبر البوابة الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من  النوع الثاني، وبعض أمراض السرطان.

أ.د خالد علي المدني

استشاري التغذية العلاجية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم