تناول القهوة قد يقلل من احتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكري (سكري الكبار). فحسب الدراسات، فإن الرجال الذين كانوا يتناولون أكثر من 250 مللتر من القهوة (غير المنزوعة الكافيين) يوميًا انخفضت إصابتهم بسكري النوع الثاني بنسبة 50% مقارنة بالذين لا يتناولون القهوة.
وللقارئ أن يسأل، وله حق في ذلك، هل كانت القهوة نفسها التي كان لها الفضل في ذلك، أم أشياء أخرى في عادات الشاربين اليومية هي التي ساهمت في الوقاية؟
يجيب عن ذلك د. (Frank Hu) من كلية الصحة العامة (Harvard School of Public Health) في جامعة هارفارد، قائلًا إن القهوة هي العامل الفعال.
ويضيف إن الكافيين على وجه التحديد يقلل من الحساسية تجاه الأنسولين ويحد من ارتفاع السكر في الدم، وكلاهما – أي الحساسية للأنسولين وارتفاع السكر في الدم – خاصيتان متلازمتان لسكري الكبار.
إلا أن القهوة – حسب الباحثين – شراب يحوي أكثر من مجرد الكافيين، إذ يحتوي على البوتاسيوم والماغنيسيوم ومضادات الأكسدة، وهي عوامل قد يكون لها تأثير إيجابي يحسن من استجابة خلايا الجسم للأنسولين.
وفي دراسة نشرت في مجلة تعنى بالطب الباطني (Annals of Internal Medicine) أجاب حوالي 125 ألف متطوع على استبيانات عن أشياء عديدة، من ضمنها تناول الشاي والقهوة، وذلك كل سنتين إلى أربع سنوات ولمدة تتراوح ما بين 12 و 18 سنة.
واستنتج الباحثون، أن الشاي لم يؤثر كثيرًا على حالة السكري ولم يساهم بشيء يذكر في وقاية الناس من المرض. وقد تراوح تأثير القهوة المنزوعة الكافيين بين 15 و25%.
أما تناول القهوة (غير منزوعة الكافيين) فإنه أبعد خطر السكري عن الرجال بنسبة 50%، وعن النساء بنسبة 30%.
هذه الدراسة تتوافق مع دراسة أخرى لباحثين من هولندا وجدوا من بين 17 ألف متطوع، أن تناول 250 مللترًا من القهوة يوميًا على الأقل يبعد خطر السكري بنسبة لا تقل عن 50%.
ولكن في الوقت الذي يتفق فيه بعض الخبراء مع هذه النتائج، إلا إنهم يقولون إنها قد تشجع بعض الناس على اتباع سبيل (التكييف) لوقايتهم من السكري بدلاً من اتباع الطريق الصحي المتمثل في تخسيس الوزن وممارسة الرياضة والحمية.
على كل فإن الباحثين أنفسهم يعتبرون بحثهم ذا فائدة علمية في المقام الأول، ولا يدعون الناس الذين ليس من شأنهم أن يشربوا القهوة أن يبدؤوا الآن باعتباره علاجًا للسكري.
أخيرًا، فإن تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، تشير إلى أن 6% من الشعب الأمريكي على الأقل مصاب بالسكري. وأن ما بين 90 و95% من هذا العدد يشمل النوع الثاني (سكري الكبار).
