يقول الأطباء إن الأطعمة المكونة من الكربوهيدرات (السكريات – والنشويات أساسًا) تمر من المعدة إلى الأمعاء فور تناولها واستيعابها، فهي بالتالي تتطلب نصف الوقت الذي يتطلبه هضم البروتينات (لحوم، بيض، حليب) لإكمال المعالجة المعوية الكاملة.
أما بالنسبة للمواد الدهنية فعندما يتم تناولها منفردة تبقى في المعدة مدة طويلة، وعندما يتم تناولها مع أطعمة أخرى يتأخر مرورها كثيرًا عبر البواب المعدي السفلي (إلى الأمعاء). يتم هضم المواد الدهنية بواسطة حرارة الجسم (النشاط المطلق للحرارة) وتلك الحرارة خاضعة للضبط من الأعصاب المرتبطة مباشرة بالعمليات الهضمية في المعدة.
ويقول الأطباء إنه إذا تم تناول طعام من نوع الكربوهيدرات قبل تناول الأطعمة البروتينية تدخل الكربوهيدرات كونها أتت في المرحلة الأولى عبر البوابة السفلى للمعدة وتدخل المعي الإثني عشري بسرعة، بينما يتأخر دخول البروتينات في خضم العمليات المعدية. في حين أنه إذا تم تناول الأطعمة البروتينية قبل أطعمة الكربوهيدرات، فإن مرور هذه الأخيرة من المعدة إلى الأمعاء سوف يتأخر. وعندما يتم تناول الأطعمة البروتينية وأطعمة الكربوهيدرات المركزة معًا (أي المجموعة بطريقة صحية وغير متجانسة)، فإن مضغة ذلك المزيج سوف تعالج أولاً بواسطة خمائر (أنزيمات) البروتينات في الجزء العلوي من المعدة، وبالتالي تصبح مواد الكربوهيدرات (ملوثة) وعندما تصل المضغة في الوقت المحدد إلى الجزء الأوسط من المعدة يتم إضافة المزيد من التأثير الحمضي بواسطة حامض الهيدروكلوريك.
يؤدي هذا التأخير إلى بقاء أطعمة الكربوهيدرات في المعدة أطول مما هو ضروري لعمليات اختلاطها بخمائرها مما يؤدي إلى اختمارها على طول طريقها نحو الامتصاص والإزالة (امتصاص ما هو ضروري وإزالة الفضلات) وينتج عن هذه الحالة مشاكل التغوط عند الشخص (أي الإمساك).
يصعب على كثير من الناس استيعاب فكرة جمع الطعام بطريقة غير صحية لأنهم في الواقع ضحايا الشهية وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، ولو نظروا حولهم لوجدوا أن المرض ينتشر حولهم بشكل وبائي وغير طبيعي.
ولو تدبر الناس طريقة تحضيرهم للطعام لوجدوا أن اللحم يطهى قبل الخضار والأرز. لماذا؟
لأن طبيعتها تستدعي وقتًا أطول لكي تنضج، في حين أن الأرز يحتاج إلى وقت أقل بكثير، وكذلك فإن الوقت الذي يحتاجه طهي الخضر يختلف من صنف إلى آخر.
إن نتيجة الخلط السيئ أو الطعام غير المتجانس هو العفونة في القولون ومرضه، وحين يمرض القولون ويصاب الإنسان بالإمساك وعدم التغوط ثلاث مرات أو مرتين في اليوم، فهذا مؤشر قوي على اعتلال القولون، وبالتالي الأعضاء المختلفة التي تتأثر بالعفونة المترسبة في القولون على مدى السنين.
بتصرف يسير من كتاب (الأمراض الشائعة والعلاج بالغذاء الطبيعي)