كما أن المعدة هي بيت الداء، فإن الفم هو الباب الخارجي للمعدة، ومن ثم فإن صحته تؤثر على معظم أجهزة الجسم. وأثبتت دراسات حديثة أن الميكروبات المسببة لالتهابات اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان لها تأثير ضار حتى على شرايين القلب. ومن الضروري أن تبدأ العناية بصحة الفم والأسنان من الطفولة المبكرة، حيث يجب على الأم الاعتناء بنظافة فم الرضيع وأسنانه اللبنية وذلك باستخدام شاش معقم يلف على إصبعها وينظف به الفم والأسنان من بقايا الطعام.
وفي مرحلة عمرية أعلى، يجب تدريب الطفل على استخدام الفرشاة بانتظام وبطريقة صحية. ولكن لا ينبغي أن يقتصر الاهتمام بأسنان الأبناء على النظافة فقط، بل على الأم أيضًا متابعة مدى انتظام خروج الأسنان إلى تجويف الفم، وانتظامها في صفوف متراصة ومتطابقة بين الفكين بشكل سليم.
ولا تعد عملية تقويم الأسنان تجميلية فقط، ولكنها تؤثر بشكل مباشر على كفاءة المضغ ومن ثم هضم الطعام والاستفادة منه، وكذلك نسب حدوث التسوس وأمراض اللثة في المستقبل. وهو ما يتطلب أن تولى عناية خاصة بها.
هناك أيضًا ما يعرف بالخيط الحريري، خيط الأسنان، وهو مصنوع خصيصًا لتنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها بالفرشاة، ولكن يجب استشارة طبيب الأسنان في كيفية استخدامه. ومن الضروري زيارة طبيب الأسنان في فترات منتظمة لاكتشاف الأسنان المصابة بالتسوس مبكرًا، ومعالجتها قبل أن تصل إلى مراحل التسوس المتقدمة والتي ربما تصل إلى الجذور والعصب. لذلك يجب علاج التسوس مبكرًا حيث إن السن أو الضرس تصبح طبيعية تمامًا بعد إتمام عملية الحشو.
د. وحید محمد نوح – اختصاصي الفم والأسنان