تمثل الأغذية المحفوظة والمعلبات جانبًا آخر من جوانب التغذية على قدر كبير من الأهمية لعلاقة هذه النوعيات من الأغذية بالسرطانات بسبب ما تحتويه من مواد كيماوية ضارة تضاف لها على سبيل الحفظ أو إعطاء النكهة بغضر التلوين.
ونظرًا لأن هذه الأغذية سواء الطعام منها أو العصائر يعتمد عليها كثير من الناس في غذائهم.. قامت أبحاث ودراسات كثيرة للكشف عن الأضرار المحتملة من إضافة المواد الكيماوية الحافظة.. وتحديد نسب معينة منها بحيث تكون وسيلة مأمونة للتغذية. وقد تناقضت الآراء حول مدى خطورة الكيماويات المضافة وعلاقتها بالسرطان.. لكنها بصفة عامة لا تبشر بالخير، إذ أجمع معظم الباحثين على خطورة هذه الكيماويات كمنشطات سرطانية.. ولنستعرض معًا ذلك بشيء من الوضوح.
المواد الحافظة للطعام
وهي مواد تضاف للأطعمة المعلبة لتمنع أكسدة الدهون. وقال بعض الباحثين: إنه لا خطورة من هذه المواد طالما لم يتعد تركيزها بالأطعمة درجة معينة. بينما أشار آخرون إلى أنها في حال من الأحوال تعتبر منشطًا سرطانيًا خصوصًا لسرطان الرئتين والكبد.. أما بالنسبة لحيوانات التجارب، فقد أشارت معظم التجارب إلي حدوث أعراض سرطانية بعد حقن المواد الحافظة إلى الحيوانات وهناك نوع آخر من المواد الحافظة يضاف للأطعمة بغرض مقاومة الميكروبات.. ومن أهم هذه المواد «حمض البنزويك» والذي كثيرًا ما يضاف للعصائر والمخللات وكذلك مادة «النترات» التي تضاف عادة للحوم المحفوظة واللانشون والسجق والكورندبيف.
وتشير معظم التجارب إلى خطورة هذه المواد كمواد مسرطنة في حيوانات التجارب.. أما في حالة الإنسان فالبعض يرى أنه لا خطورة منها إلا إذا زاد عن تركيز معين بالأطعمة.. بينما يرى آخرون أن بعضها مواد مسرطنة للإنسان بأي نسب وجدت.
المواد الملونة للطعام
وتضاف عادة للأغذية لأغراض تجارية.. أي لإيهام المشتري باحتفاظ الطعام بجودته ونضارته.. مثلما تضاف للزبد ليبقى على لونه المعتاد طوال فصول السنة وكما تضاف بعض الأطعمة والعصائر بصفة عامة إذا حدث تغير للونها سواء سبب طرق الحفظ أو التصنيع.
مجموع آراء الباحثين حول الأغذية المحفوظة
بذلك يتضح أن آراء الباحثين في مجموعها تشير إلى خطورة المواد الكيماوية المضافة للأغذية بصفة عامة، وأنها قد تعتبر منشطات سرطانية خصوصًا إذا لم تراع النسب المحددة والمسموح بها عند إضافة هذه المواد.
ورغم ذلك فالأغذية المحفوظة تباع في كل مكان بمنتهى الأمان، ويعتمد عليها كثير من الناس في غذائهم، ولن تتوقف الشركات عن إنتاج الأشكال والأنواع المختلفة التي تزخر بها الأسواق يومًا بعد يوم.
وأعتقد أنه لا سبيل للوقاية من الأضرار المحتملة لهذه الأغذية إلا بالمعرفة لعل وعسى أن ينصرف الناس عنها ويعودوا لعاداتهم الغذائية القديمة التي لم تلوثها التكنولوجيا الحديثة!!