يعتبر الزبادي غذاء محببا لكثير من البشر ، وهو من الألبان المتخثرة سريعة التخمر والتي تستهلك على حالة نصف صلبة .
وللزبادي أسماء أقل شهرة فهو يعرف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين باسم اللبن والروب ، وفي الهند باسم الدادهي ، ويسمى ( كيسلو ملكو ) في البلقان ، و( مازان ) في أرمنيا ، وفي اللغة التركية باسم( يوغورت ) ومنها دخلت للغة الإنجليزية .
وقد زاد نطاق تصنيع الزبادي في أوربا في أوائل القرن العشرين بعد ما نشر متشنكوف عن أهمية استهلاك الزبادي لإطالة العمر .
الزبادي صناعة منزلية
مع توفر الزبادي بأشكاله المختلفة في محلات بيع منتجات الألبان إلا أنه يمكن صنعه في المنزل بكل سهولة وأقل تكلفة . وما زلت أذكر الوالدة – رحمها الله – حين كانت تسخن الحليب في وعاء حتى درجة الغليان ثم يسكب في عبوات ويترك لتنخفض درجة حرارته لأقل من 40 درجة مئوية ثم يضاف إلى كل عبوة من العبوات ملعقة صغيرة من اللبن الزبادي والذي يطلق عليه اسم الخميرة وتغطى العبوات وتترك في مكان دافئ لعدة ساعات يحدث خلالها عملية فصل المواد الدهنية والزلالية عن الحليب ويتحول الحليب إلى مستحلب أكثر لزوجة له طعم حامضي ونكهة مميزة مقبولة.
الزبادي أفضل سحور
يحتوي الزبادي على الكثير من الأحماض الأمينية الضرورية للإنسان كما يحتوي على بعض العناصر الغذائية التي لم تكن موجودة أصلا في الحليب الطازج ولكنها تكونت بفعل عملية التخمر التي أحدثتها بكتريا الخثرة ( الخميرة ) أثناء عملية تكون الزبادي . ويعتبر الزبادي من أفضل الأغذية التي تحتوي على بروتينات سهلة الهضم والامتصاص ، كما يحتوي على حمض اللاكتيك الناتج عن تخمر سكر اللاكتوز الذي يعمل على تطهير المعدة من البكتريا الضارة ولذا يعتبر الزبادي من أفضل ما يمكن تناوله في وجبة السحور.
العناصر المعدنية والفيتامينات في الزبادي ( مج / 100 جم ) تقريبا
50 | الصوديوم |
14 | [TMM1] البوتاسيوم |
168 | الكالسيوم |
22 | المغنسيوم |
002 و | المنجنيز |
14و | الحديد |
85 | الفوسفور |
02و | النحاس |
23و | الزنك |
06و | الثيامين |
19و | الريبونلانين |
10و | النياسين |
1 | فيتامين ج |
03و | فيتامين ب6 |
39و | حمض الباثتوثنيك |
الزبادي صيدلية متكاملة
تؤكد كل المراجع المتاحة وكذلك أصحاب الخبرة أن الزبادي يقوي الجهاز الهضمي والتناسلي والدورة الدموية وهو في الوقت نفسه يهدىء الأعصاب ويخلص من الأرق ، كما أنه يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويقلل من الإصابة بالأمراض المعدية و يسهم في القضاء على الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية . وأجريت دراسة على سكان البلقان الذين يعمرون طويلا فكان العامل المشترك بينهم هو استهلاكهم اليومي للزبادي المسئول عن ابادة البكتريا الضارة التي تحلل البروتين داخل الأمعاء .ويقال عادة : إن الذين يعشون أكثر من مائة عام هم من أكلة الزبادي.وتوصل فريق من الباحثين في السويد إلى أن الزبادي مفيد للوقاية من تسوس الأسنان ، ويمكن أن يكون تناول الزبادي بديلا- ولو لفترة – لفرش تنظيف الأسنان خاصة عند الأطفال الذين يصعب تقيدهم بعادة تنظيف الأسنان .
والزبادي غني بالكالسيوم الذي يقوي العظام والذي يقلل من الإصابة بمرض هشاشة العظام والذي يقال عنه : إن امرأة من كل امرأتين ورجل من كل ثمانية رجال ممن جاوزوا الخامسة والأربعين من عمرهم مصابون بالمرض .و بالمناسبة فان مرض هشاشة العظام مرض صامت لا يشعر به معظمنا رغم أن عظامهم تضعف تدريجيا ، ولا يظهر المرض إلا عندما يتعرض البعض لحادث ( بسيط ) ينتج عنه كسور خاصة في عظام الفخذ والذراع و العمود الفقري. والحقيقة إن إتباع نظام غذائي سليم في فترة مبكرة من الحياة يحمينا من مرض هشاشة العظام عند الكبر . ومن هذه العادات الغذائية تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته وأهمها الزبادي .
الزبادي قناع الجمال
معروف أن البشرة التي تغطي أجسامنا في تغير دائم منذ ولادتنا ، ففي كل يوم تتساقط أجزاء بسيطة جدا من بشرتنا ليحل محلها جلد جديد ، فخلايا الجلد الخشنة تموت وتتوالد خلايا جديدة بدلا منها . ويدخل الزبادي في معظم الوصفات الطبيعية التي تعتني بالجلد والشعر ، وهي وسائل آمنة تحل بعض المشاكل التي يصعب حلها بالمستحضرات الصناعية والتي قد تسبب أمراض الحساسية . والزبادي يحتوي على مواد مفيدة للبشرة مثل حمض اللكتيك ذو التأثير الملطف للجلد ويقلل من جفاف البشرة ويزيد من رطوبتها ونعومتها ، كما يساعد على زوال بقع وحبوب الوجه .
الزبادي في أمثالنا الشعبية
الأمثال الشعبية هي حكمة وتاريخ الشعوب وهي خبرة الأجيال مختصرة في كلمات بسيطة0 وبالبحث في كتب أمثالنا الشعبية وجدت أن الزبادي يضرب به المثل للتعبير عن حالة الخوف والقلق إذا تملك شخص ما فنقول : اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي وهو مثل مشهور في مصر 0 أما إخواننا أهل الشام فيستخدمون الزبادي للدلالة على انعواج الحال ورفضهم له فيقولون : ادلقي يا ملوخية في الزبادي العوج . ويذكرون الزبادي بلفظ الرايب في مثل شعبي شهير فيقولون : الرايب للحبايب والزبدة للنسايب والميص للمتاعيس .وهو يضرب للدلالة على تفاوت العطايا حسب الأهواء د/ عبد المنعم فهيم الهادي