التهابات الحويصلة المرارية من الأمراض الشائعة التي تحدث على مشارف سن الأربعين، خاصة في النساء، وقد يصاحب هذا الالتهاب تكوين حصيات في الحويصلة المرارية أو قد يحدث بدون هذه الحصيات، كما أن وجود هذه الحميات المرارية يؤدي إلى زيادة التهاب الحويصلة، وهكذا تدور المشكلة في حلقة مغلقة. الالتهاب تؤدي إلى تكوين حصيات، والحصيات تزيد من الالتهاب.
ما هي أسباب تكوين حصيات المرارة؟
1- يوجد خلل في عملية التمثيل الغذائي للجسم إما بسبب زيادة الكوليسترول بالدم أو نتيجة لتكسير كريات الدم الحمراء وترسبها.
2- خلل في التركيب الكيميائي لسائل المرارة (وهو الصفراء) حيث تقل نسبة أملاح الصفراء، فيساعد ذلك على ترسيب أملاح الكالسيوم والصبغات المرارية فتتكون حصيات مختلطة.
3- رکود في إفراز سائل الصفراء كما يحدث أثناء فترة الحمل أو الالتهابات.
4 – نقص إنتاج أملاح الصفراء نتيجة لإصابة الكبد بأي مرض.
وما مضاعفات حصيات المرارة؟
1- تحدث الحصيات المرارية انسدادًا في القنوات المرارية مما يؤدي إلى
المغص المراري وظهور مرض الصفراء (jaundio).
2 – تؤدي الحصيات المرارية إلى التهابات في الحويصلة المرارية.
3- قد يحدث ثقب في جدار الحويصلة المرارية بسبب اختراق الحصاة له، وهذه الحالة الخطيرة قد تؤدي إلى التهاب الغشاء البريتوني.
التهاب المرارة الحاد
يحدث عادة نتيجة انسداد قناة الحويصلة المرارية بوساطة حصاة، حيث تتجمع إفرازات الصفراء في الحويصلة ولا تجد لها سبيل إلى الخروج، ويزداد تركيزها، مما يساعد على حدوث تلوثها بالميكروبات والجراثيم ويؤدي ذلك إلى تكوين صديد داخل الحويصلة المرارية، وقد يمتد الالتهاب إلى الغشاء البريتوني الذي يحيط بالحويصلة المرارية، كما يزداد الضغط داخل الحويصلة المرارية.
أما في حالة الالتهاب المزمن: فيحدث نتيجة تكرار حدوث الالتهاب الحاد لعدة مرات، حيث يزداد سمك جدار الحويصلة المرارية وتتلیف وتصبح غير قادرة على أداء وظائفها.
أعراض التهابات الحويصلة المرارية
يحدث هذا الالتهاب في النساء أكثر مما يحدث في الرجال، وخاصة ذوات الوزن الثقيل والبنية السمينة والمتعددة الحمل والولادات. وقد تبقى حصاة المرارة في مكانها دون أي آلام أو أعراض، وإنما يبدأ ظهور الأعراض عند تحرك الحصاة من مكانها إلى مكان آخر أو عند حدوث الالتهابات. ومن الأعراض التي تحدث في هذه الحالة:
١- المغص المراري: حيث يشعر المريض بألم شديد في منطقة فم المعدة والجزء العلوي الأيمن من البطن، حيث يبدأ بعد ساعات قليلة من تناول وجبة ثقيلة. ويحدث عادة في المساء أو الصباح الباكر.
وقد يكون هذا الألم ناحية الظهر أو الكتف الأيمن نتيجة لاتصال الأعصاب بعضها ببعض. والألم يكون على شكل مغص شديد، وقد يصاحبه حدوث قيء، ما يخفف من حدة الألم شيئًا ما.
وعمومًا، فإن المريض يحس بعدم راحة ويتدفق العرق غزيرًا، ويزداد النبض سرعة. كما يجد ألمًا عند التنفس (أخذ الشهيق).
۲ – الإحساس بامتلاء البطن دائمًا، وعدم الراحة في الألم ناحية الظهر أو الكتف الأيمن، والانتفاخ عقب تناول طعام الوجبات، خاصة المواد الدهنية. وينتاب المريض فترات من الغثيان والألم في منطقة البطن العليا ناحية اليمين.
وهناك حالات أخرى مشابهة لمرض التهاب الحويصلة المرارية يعطى تقريبًا نفس الصورة من الآلام الحادة بالبطن، ويستطيع الطبيب المتخصص التفرقة بينها وتشخيص الحالة، ومن هذه الحالات :
1- ألم قرحة المعدة.
۲ – المغص الكلوي.
٣- التهاب الزائدة الدودية الحاد.
4 – التهاب الغشاء البللوري بالصدر.
5- ألم الذبحة الصدرية.
ويستطيع الطبيب المتخصص كذلك التعرف على التهاب الحويصلة المرارية والتأكد من التشخيص بعد عمل أشعات عادية وملونة على الحويصلة المرارية حيث يمكن ظهور الحصيات بها.
علاج التهابات الحويصلة المرارية
1 – الراحة التامة أثناء فترة المرض أو الالتهاب، ويمكن تناول المسكنات سواء بالفم أو بالحقن.
2- يستحسن عدم تناول أي نوع من الأطعمة في ذلك الوقت إلا السوائل فقط.
3- يمكن استخدام المضادات الحيوية وذلك بمعرفة الطبيب المتخصص.
4 – العلاج الجراح: حيث قد يرى الجراح ضرورة استئصال الحويصلة
المرارية، خصوصا إذا كان الالتهاب مزمنًا، أو كانت هناك كمية كبيرة في
الحصيات بها. ويتم إجراء جراحة المرارة في العادة بالمنظار، إذ يقوم الجراح المختص بإجراء شقوق صغيرة في البطن وإدراج أدوات جراحية صغيرة لإجراء الجراحة.
– ضرورة الابتعاد عن المواد الدهنية في الغذاء.
بتصرف من كتاب (انتبه.. فقد بلغت الأربعين) – د. محمد كمال عبدالعزيز