الصحة والغذاء

“السكري” داء مدمر يضرب بقوة!

أصبح مرض السكري يشكل خطرا محدقا بالسعودية، حيث تقع المملكة ضمن قائمة أكثر عشر دول في العالم إصابةً بالمرض، بمعدل اصابة وانتشار بلغ أكثر من (13%) من المواطنين بحسب وزارة الصحة، ونحو ربع السكان في بعض المصادر الأخرى، فيما يتوقع أن يصل عدد المصابين بالسكري عام 2030 إلى نحو خمسة ملايين ونصف المليون مريض في المملكة.

إحصائيات وأرقام مفزعة

تشير إحصائيات للاتحاد الدولي للسكري إلى أن ما يقارب الـ 382 مليون شخص مصابون بمرض السكري، وأنه بحلول عام 2035 سيكون هناك حوالي 592 مليون شخص مصاب بهذا المرض، وذلك بما يعادل مريض واحد لكل عشرة أشخاص.

وتكشف تقارير متفرقة أن السكري بلغ حد الخطورة وبات يشكل وباء متزايدا بالوطن العربي، حيث تقع ست دول عربية ضمن قائمة أكثر عشر دول إصابةً بمرض السكري، حيث تقدر الإحصائيات أن حوالي 20% من المواطنين في السعودية والكويت ولبنان وقطر والإمارات ومصر مصابون بالسكري، وأن 10% تقريبا من وفيات العالم العربي بسبب مضاعفات ذلك المرض.

وبحسب مجلة «الإيكونيميست» البريطانية، التي نشرت على موقعها الإلكتروني مؤخراً، تقريراً عن انتشار المرض، احتلت السعودية المرتبة الأولى على مستوى دول العالم في عدد المصابين بمرض السكري، موضحة أن ربع السعوديين أصبحوا يعانون من المرض، مبينة تصدّر خمس من دول مجلس التعاون الخليجي – بحسب التقرير – المراتب الأولى في التصنيف الدّولي لعدد مرضى السكري.

وأشارت في تقريرها إلى أن أعداد المصابين بمرض السكري في السعودية في تصاعد مستمر، بعد أن قفز انتشار المرض بين البالغين من نحو واحد من 10 أشخاص إلى نحو ربع السكان، عازية ذلك إلى سوء عادات التغذية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، مبينة أن انتشار محال الوجبات السريعة، أسهم بدوره في انتشار السمنة المفرطة بين أفراد المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن الأمر ذاته أصبح ينطبق على دول عربية أخرى.

وأوضحت المجلة أن الأمر «يبدو خطراً»، لافتة إلى أن عدد الوفيات بسبب السكري حول العالم يقدّر حتى الآن بنحو خمسة ملايين شخص سنويا، وفقاً للاتحاد الدولي للسّكري، معتبرة أن داء السكري من بين أكثر الأمراض فتكاً، حتى من مرض الإيدز بثلاث مرات، مشيرة إلى أن ربّما يتسبب في الكثير من المضاعفات، مثل بتر أطراف الإنسان وتعطل الأجهزة الحيوية، وغيرها، مطالبة بضرورة أن «تبادر الجهات المسؤولة في السعودية إلى تحفيز المجتمع على ممارسة الرياضة، والتخلص من السمنة، وعدم الاقتصار على الرفاهية في معيشتهم اليومية.

وقال التقرير أن السعودية جاءت في المركز الأول في التصنيف، فيما حلّت الكويت ثانياً، وقطر ثالثاً، والإمارات في المركز الرابع، ومصر في المرتبة الخامسة، ولبنان في السادس، وتركيا في السابع. فيما حلت سلطنة عمان في المركز التاسع. وتذيّلت اليابان والمملكة المتحدة والسويد سُلّم الترتيب، مبينا تصاعد وتيرة أعداد المصابين به، والذين يقدّرون اليوم بأكثر من382 مليون مصاب في جميع أنحاء العالم، أكثر من 34 مليوناً منهم في المنطقة العربية.

تحديات جمة وافاق قاتمة

إلى ذلك، كشف تقرير اخر للاتحاد الدولي للسكري أن السعودية تتصدر المرتبة الأولى في قائمة الدول العشر الأكثر إصابة بداء السكري في المنطقة العربية تليها الكويت ثم قطر، مرجعة اتساع رقعة المرض خاصة في دول الخليج العربي إلى التطور الاقتصادي المطرد مع ازدياد النمو السكاني والعمراني وانتشار أسلوب الحياة المترف الذي ساهم في انتشار التغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، وزيادة السمنة بين مواطني دول الخليج خصوصاً.

وأكد التقرير انتشار النوع الثاني من “السكري” بشكل كبير في المنطقة، وهو الناتج عن فقدان الجسم قدرته على استخدام الأنسولين الذي ينتجه وهو المسبب للبدانة، وهو ما يدعم بيانات موقع وزارة الصحة على الإنترنت التي تشير إلى أن نسبة انتشار مرض السكري من النوع الثاني في المملكة يصل إلى 90% من بين المصابين بالمرض، مبيناً أن نسبة الاصابة الإجمالية في المجتمع تبلغ نحو 14% لجميع الأعمار، فيما تشكل الوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بالسكري حيث تمثل ما بين 60% إلى 80%.

وبحسب الإحصاءات الواردة في كتاب مسح المعلومات الصحية في المملكة العربية السعودية لعام 2013م، فإن معدل انتشار داء السكري بلغ (13.4%) منها (14.8%) عند الذكور، بينما بلغ (11.7%) عند الإناث، كما يرتفع المعدل مع التقدم بالعمر حيث بلغت نحو (7.8%) في الفئة العمرية (25-34) سنة، ليصل إلى (50.4%) في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر.

 كما أوضحت الدراسة أن نسبة انتشار ما قبل الإصابة بداء السكري عند الذكور بلغ (17%) أي ما يعادل (1.29) مليون مصاب، وعند الإناث (15.5%) أي ما يعادل (1.1) مليون مصابة، كما يقدر عدد المصابين بداء السكري في المملكة بحسب الدراسة (1.1) مليون من الذكور، منهم 546 ألفًا يتناولون علاج لداء السكري، كما أن 275 ألفًا من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم.

وأضافت أن 775 ألف من الإناث مصابات بداء السكري منهن 356 ألفًا يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألفًا مصابة بداء السكري غير المسيطر عليه، مبينة أن داء السكري أصبح من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم، إذ تعد منظمة الصحة العالمية داء السكري من الأمراض التي بلغت حد الخطورة في جميع أنحاء العالم.

ويكشف ، أمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية “حياتنا”، أنه وفقاً لمؤشرات الاتحاد الدولي للسكري فإن داء السكري يؤدي لوفاة ثلاثة أشخاص كل ساعتين في المملكة، وبمعدل 42 وفاة يوميا، وبأكثر من 15 ألف حالة وفاة سنويا، إضافة إلى وجود ما يربو على 2.5 مليون مصاب بالسكري في المملكة (في الفئة العمرية من 20-69 سنة).

ويشير إلى وجود ما يقارب من مليون وربع المليون شخص غير مشخصين بالسكري في المملكة، لافتا إلى أن المؤشرات تبعث على القلق وتستلزم بذل المزيد من التدابير والجهد للحد من انتشار هذه الآفة في المملكة، خصوصا إذا علمنا أن تبعات السكري غير المشخّص مكلفة للغاية.

ناقوس الخطر

ومن جانبه، يؤكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج حيث أخذ حيزاً لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات، لافتا الى ان نسبة السكري تتراوح ما بين (12.4، 24%) في دول مجلس التعاون الخليجي، محذرا من خطورة التقاعس في اتباع الخطوات اللازمة تجاه مجابهة مرض السكري قبل أن يتحول إلى مرض قاتل، إذ إن ما يصل إلى 80 في المئة من داء السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه،

ويبيّن أن دراسة هامة أجريت بمدينة الرياض مؤخرا، كشفت أن (32%) من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به، كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات والتقارير الخليجية المعتمدة تؤكد تفاقم المشكلة في دول مجلس التعاون الخليجي.

ويشير إلى العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات الانتشار لداء السكري في دول مجلس التعاون مبينا أن أهمها النمو السكاني وتشيخ السكان، وارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني والأنماط الغذائية غير الصحية، وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض مبينا أنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 346 مليون أو (6.3%) من السكان سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2030م. ويقول  أن مرض السكري يُعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواءً التكلفة المباشرة على خدمات وتكاليف الرعاية الصحية التي تقدر بنحو (6%) من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصادياً وتصل هذه التكاليف حالياً إلى (60) بليون دولار في الولايات المتحدة، (16.94) بليون دولار في اليابان، (10.67) بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم