في هذا الوقت من كل سنة تبرز عدة استفسارات تتعلق بصوم مرضى الكلى وغيرهم ممن يعانون من مشاكل في الجهاز البولي
– من اكثر الاسئلة ورودا هو هل يمكن لمريض الكلى أن يصوم؟
ولكي يمكننا الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم وبشكل مبسط وظيفة الكلى كما يجب أن نعلم أن أمراض الكلى ليست مرضا واحدا وإنما هي أمراض متعددة كما يجب أن نعلم أيضا أن المرض الواحد ليس على درجة واحدة من الشدة إنما تتفاوت درجة حدته من حالة إلى أخرى.
تعمل الكليتان على تنظيم كمية المياه والأملاح الموجودة داخل الجسم، كما تعمل على ضبط درجة الحمضية والقلوية في الدم، وتعمل كمرشح يبقى على المواد النافعة كالجلوكوز والبروتينات وتتخلص من المواد غير المرغوبة مثل البولينا، وحمض البوليك، والكرياتينين كما تقوم الكلية بإفراز بعض الهرمونات التي لها علاقة بتنظيم ضغط الدم.
وعند الحديث عن تأثير الصيام على الكلى والجهاز البولي يمكن تقسيم المرضى الى عدة مجموعات رئيسية: فهناك مرضى القصور او الفشل الكلوي، وهناك مرضى التهابات الكلى والمثانة البولية، وهناك مرضى حصوات المسالك البولية.
الإكثار من السوائل بعد الإفطار يعوض الجفاف
وكقاعدة عامة لا بد لمريض الكلى من استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في الصوم وذلك لتنظيم جرعات الدواء الموصوفة له ومعرفة إذا لم تكن هناك خطورة تحول دون أدائه فريضة الصوم.
مرضى التهابات الكلى والمسالك البولية:
بالنسبة لالتهابات الكلى والمثانة فغالبا لا يحتاج المريض إلى الإفطار في حالة عدم وجود قصور في وظائف الكلية وهذا يكون من خلال تشخيص الأطباء المختصين وينصح المريض من هذه الفئة بالاكثار من السوائل بعد الافطار الى وقت السحور لتعويض الجفاف الحاصل وقت الصيام، كما قد يوصف للبعض مضادا حيويا وقائيا في حال كون الالتهابات متكررة بواقع 4 مرات في السنة الواحدة او اكثر.
مرضى القصور او الفشل الكلوي وهم على أنواع:
– المجموعة الأولى: مرضى القصور الكلوي المزمن.
– المجموعة الثانية: مرضى الغسيل الكلوي.
– المجموعة الثالثة: مرضى زراعة الكلى.
– بالنسبة للمجموعة الأولى، مرضى القصور الكلوي المزمن:
فقد يتسبب الصوم -نتيجة لنقص السوائل والأملاح- في تدهور حالة القصور المزمن خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ما قد يؤدي الى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم.
ولذلك من الضرورة بمكان لمريض القصور الكلوي ان يقوم بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية قبل الشروع في صوم رمضان.
– أما بالنسبة للمجموعة الثانية وهم مرضى الغسيل الكلوي:
فيمكنهم الصوم من الناحية الطبية ، طالما كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل ، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار ، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام.
وأورد هنا فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية بشأن غسيل الكلى : (إن غسيل الكلى عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة (كلية صناعية) تتولى تنقيته ثم إعادته إلى الجسم بعد ذلك، وأنه يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم. وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء والوقوف على حقيقة الغسيل الكلوي بواسطة أهل الخبرة أفتت اللجنة بأن الغسيل المذكور للكلى يفسد الصيام).
المجموعة الثالثة وهم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى :
فيمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد، وعليه فإن المريض يمكنه تناول مثبطات المناعة اللازمة مثل عقار السيكلوسبورين الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة، بعد الإفطار وعند السحور مع ضرورة المتابعة اللصيقة مع الطبيب المعالج. أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لتقرير مبدأ الصيام من عدمه.
مرضى حصوات الكلى والحالب والمثانة البولية:
يمكن للمريض الصيام بشرط شرب كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار حتى تساعد على تخفيف الأملاح وعدم ترسبها وطرد الحصوات الصغيرة مع ضرورة الانتباه إلى الإقلال من تناول اللحوم الحمراء، وملح الطعام والسبانخ والطماطم والمكسرات والشاي والقهوة ،وكذلك عليهم تجنب التعرض للمجهود الشديد أثناء النهار وتجنب التعرض للحر الشديد .