باتت الوجبات السريعة الحل الأمثل والأسرع للعديد من الأسر في مختلف بقاع العالم، خاصة بعد تغير أساليب الحياة وخروج المرأة للعمل لساعات دوام طويلة. كما شهد هذا النوع من الأطعمة منذ بداية الألفية الثالثة إقبالاً كبيرًا من شريحتي الأطفال والرجال في منتصف العمر، نظرًا لمذاقه الجيد وسرعة تحضيره، وأصبح قرار التوقف عن تناولها غاية في الصعوبة مثل تأثير السجائر وعقاقير الإدمان.
الاكتئاب
عن مخاطر تناول الوجبات السريعة، أكدت دراسة أجراها باحثون بجامعة فنلندا الشرقية أن من يتناولون المأكولات السريعة مثل الدجاج واللحوم المعالجة والمشروبات السكرية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. كما أشاروا إلى أن تناول الكثير من الفاكهة والخضار يبعد خطر الإصابة بالاكتئاب.
وأضافت الدراسة التي نشرت في صحيفة ديلي ميل، وشملت ما يزيد على ألفي رجل، أن النظام الغذائي الصحي يخفف من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن تناول الكثير من الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة والدواجن والأسماك والجبن قليل الدسم، يقلل من الإحساس بالاكتئاب، وظهر أن التناول المتزايد من الحامض الفوليك الموجود في الخضار والفاكهة لها تأثير مفيد.
ضعف الذاكرة
وفي دراسة أخرى أعدها معهد كاولينسكا للأبحاث في ستوكهولم، ثبت أن النظام الغذائي الغني بالسكر والشحوم الذي تحتويه الوجبات السريعة قد يساهم في الإصابة بمرض الزهايمر، حيث درس باحثون تصرفات فئران معدلة جينًا بعدما قدم لها على مدى تسعة أشهر أطعمة غنية بالشحوم والسكر والكوليسترول.
إذ تبين أن دماغ هذه الفئران به تبدل كيميائي شبيه بالتبدل المسجل في دماغ مرضی الزهايمر، ولاحظ الباحثون أن كمية كبيرة من الكوليسترول في الأغذية تخفض من وجود مادة بروتينية في الدماغ تدعى (ارك) وتساهم في عملية (تخزين) الذاكرة.
السمنة والسكري
لا يختلف اثنان على العلاقة الوثيقة بين السمنة والوجبات السريعة المشبعة بالدهون الحيوية والسعرات الحرارية العالية من ناحية، وبين السمنة ومرض السكري من ناحية أخرى، وقد أظهرت إحصائية أمريكية أن حوالي 40 %من طلبة المدارس يعانون من زيادة الوزن وحوالي 15% من السمنة المفرطة. وبدراسة نوعية غذاء هؤلاء الطلبة وجد أن من أكبر أسباب السمنة هي الوجبات السريعة واستهلاك قدر كبير من المأكولات غير الصحية، وكان ترتيبها حسب نوع الطعام كالتالي: مياه غازية مع الأكل، ثم قطعة شكولاته أو مثيلاتها من الحلوى، ثم الشيبسي، أو الهامبورجر، أو البيتزا، وغيره.
الربو والحساسية والتهاب الجلد
يشير أطباء التغذية إلى أن العادات الغذائية قد يكون سببًا في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الحساسية خصوصا “الأكزيما الجلدية”، كما أن المراهقين الذين يتناولون الوجبات السريعة ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيًا معرضون للإصابة بالربو الحاد بنسبة 39% أكثر من غيرهم، وحوالي 27% من الأطفال معرضون للإصابة بالربو والتهاب في الأنف.
ويؤكد ذلك ما أظهرته دراسة شملت بيانات 500 ألف طفل من أكثر من مئة دولة تراوحت أعمارهم بين السادسة والأربعة عشر عامًا. وأظهرت الدراسة أن الوجبات السريعة غالبًا ما تحتوي على نسب عالية من الملح والدهون والتوابل التي تضر بالمناعة وتساعد في ظهور الربو والحساسية، بينما تكون الفواكه غنية بالفيتامينات ومضادات التأكسد ولها تأثير إيجابي ضد الربو والحساسية.
كذلك أظهرت دراسة أجرتها جامعة أوكلند في نيوزيلندا، أن هناك علاقة بين الوجبات السريعة وانتشار ضيق التنفس وتقرح العيون والتهاب الجلد، وأن الأطفال الذين اعتادوا في سن مبكرة تناول الوجبات السريعة ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيًا معرضون للإصابة بالتهاب الجلد بنسبة 39% أكثر من غيرهم.
وشملت الدراسة 500 ألف طفل من أكثر من 50 بلدًا، وبينت أن سوء العادات الغذائية قد يكون وراء ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الحساسية.
فالأطفال الذين تناولوا وجبات سريعة مثل البرغر، معرضون للإصابة بالتهاب جلدي حاد وتقرح في العيون.