لا شك أن نسبة الإصابة بمرض السكر في عصرنا قد ارتفعت بصورة كبيرة، وبعض الإحصائيات العالمية، تقرر أن نسبة مرضى السكر فوق سن الأربعين قد وصلت أكثر من عشرين بالمئة.. والآن ما هو الوضع بالنسبة لمريض السكر في شهر رمضان؟ هل يفطر أو يصوم؟
بادئ ذي بدء، يجب أن نقرر أن السمنة الزائدة قد تكون قرينة لمرض السكر، ولذلك فإن تجنب السمنة تعتبر خطوة وقائية من مرض السكر في بعض الحالات، والصوم إذا ما روعیت آدابه، وفهمت مراميه الصحية، يحمي من السمنة أو البدانة، وبالتالي يعتبر عملاً وقائيًا ضد مرض السكر عند بعض الناس..
هذا من ناحية الوقاية.. أما من ناحية العلاج، فإنه من المعروف أن الحمية وتنظيم الغذاء في حالات السكر البسيط يعتبر علاجًا كافيًا.. أما الحالات الشديدة من مرض السكر فان الأمر يختلف، ومن ثم فإننا نستطيع أن نصنف مرض السكر على النحو التالي:
أولاً: المرضى البدنيون: لا شك أن الصيام يفيد هؤلاء المرضى، فبعضهم يكفي الصيام كعلاج دون أخذ أي دواء مع الإقلال من الحلويات والنشويات، وتنظيم الغذاء.
وبعض المرضى الآخرين الذين ضمن هذا النوع، قد يحتاجون إلى علاج دوائي، ومن ثم يستطيعون أن يأخذوا حبة من الدواء (قرص) بعد الإفطار أو بعد السحور، لأن نسبة السكر عند هؤلاء – في الدم – أعلى، ومن ثم يستطيعون الصوم، على أن يقوموا بتحليل بولهم للسكر – حسبما تعودوا – من وقت لآخر، تجنبًا لوقوع أية مضاعفات.
ثانیًا: بعض المرضى الذين يأخذون إبر الأنسولين كعلاج، مرة واحدة في اليوم، يمكنهم الصوم على أن يأخذوا إبرة الإنسولين قبل الإفطار مباشرة، وأن يكونوا تحت إشراف طبي دقيق.
ثالثًا: مرضى السكر النحاف وصغار السن يجب أن يفطروا، لأن حالتهم الصحية لا تسمح لهم بالصوم.
رابعًا: المرضى الذين يأخذون إبر الأنسولين مرتين أو ثلاث في اليوم، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم لدرجة عالية، هؤلاء لا يستطيعون الصوم.
خامسًا: مرضى السكر الضعفاء الذين لديهم مضاعفات في الأعصاب أو الكلى أو التهابات لا بدَّ من الإفطار، وکذلك مرضى السكر الذين تجرى لهم جراحات، وأيضًا مرضى السكر الحوامل.
من هنا نرى أن هناك حالات من مرضى السكر يفيدها الصوم علاجيًا ووقائيًا، وحالات أخرى قد تضار من الصوم، والطبيب بما يجريه من فحص إكلينيكي ومختبري يستطيع أن يضع مريض السكر في الوضع المناسب له.
(الصوم.. والصحة) نجيب الكيلاني