التفاح الصحراوي من النباتات المثمرة التي يمكن زراعتها في الصحراء القاحلة. وأثبت مقدرة هائلة على التأقلم مع الظروف المناخية المعاكسة في الصحراء.
من الأحمر إلى الأصفر
ينتج التفاح الصحراوي ثمارًا حلوة المذاق، وجذابة المظهر، وتختلف في لونها من الأحمر إلى الأصفر. ولحم ثمرتها أبيض ويحتوي على بذور صغيرة تؤكل طازجة، أو تجفف أو تستخدم في عمل العصائر، وله قيمة غذائية عالية لاحتوائه على العناصر الضرورية للجسم فضلاً عن الفيتامينات. ولنباته خصائص علاجية متميزة، حيث تستخرج من سيقانه مركبات تفيد في خفض سكر الدم في حالة النوع الثاني من مرض السكري، وكمركبات أخرى مطهرة ومساعدة في التئام الجروح.
ويستخدم التفاح الصحراوي کملين في حالات الإمساك الشديدة. وله منافع طبية أخرى عديدة استخدمها سكان أمريكا الأصليون في الطب الشعبي. ولعل دخول ثماره كأحد المكونات في التغذية يؤدي إلى نقص كبير في ظهور أعراض مرض السكري. فقد ارتفعت نسبة الإصابة بمرض السكري بين سكان أمريكا الأصليين عندما تحولوا عن تناوله.
ويتحمل التفاح الصحراوي الجفاف بدرجة كبيرة، ومن ثم فهو من أكثر النباتات ملاءمة للزراعة في شبه الجزيرة العربية. حيث يمكنها البقاء حية دون أي إمداد مائي لفترات طويلة. كما تعتبر من أكثر النباتات تحملاً للحرارة العالية، حيث يمكنها تحمل درجات حرارة أعلى من 55 ° مئوية. وقد تم بالفعل تجربة نباتات التفاح الصحراوي في الصحراء القاحلة في دولة الإمارات وأظهرت مقدرة هائلة على التأقلم للظروف البيئية الجديدة.
وتأتي هذه النباتات في مقدمة النباتات الأكثر كفاءة في استخدام المياه في المنطقة الجافة. كما تنمو وتثمر بأقل قدر من المياه المتوفر وقد تستمر حية لأكثر من موسم دون ريها.
والتفاح الصحراوي من أكثر الكائنات تحملاً لدرجات الحرارة العالية. ولديه قدرة على النمو في الأراضي الهامشية غير الخصبة وتتحمل مدى واسعًا من درجات حموضة التربة والجو المشبع بأبخرة الكبريت.
في الحدائق والفلل
يمكن زراعة التفاح الصحراوي في الحدائق الخاصة والفيلات أو للإنتاج التجاري. ويصلح في الزينة وتنسيق الحدائق وتجميلها. وله أزهار جميلة مميزة تكسب المكان بهجة وجمالاً. وينتمي إلى مجموعة نباتات لا تنتج ثاني أكسيد الكربون ليلاً، بل يخزن في أنسجتها لتستخدمه في البناء الضوئي نهارًا. ومن ثم يحافظ على توازن الهواء الصحي ليلاً.
أ.د. أحمد العبيدي – أستاذ التكنلوجيا الحيوية والأصول الوراثية
