تقدم دراسة رائدة أجراها باحثون من جامعة تكساس أملًا جديدًا للمصابين بالتهاب مفاصل الركبة، حيث تُشير إلى أن التحفيز الكهربائي غير الجراحي عبر الأذن للعصب المبهم يُعدّ علاجًا آمنًا وفعالًا لتخفيف آلام الركبة المُرتبطة بهذا المرض. يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام نهج علاجي مبتكر قد يُحسن بشكل كبير من جودة حياة المرضى.

فهم العصب المبهم ودوره
يُعتبر العصب المبهم حجر الزاوية في الجهاز العصبي الباراسيمبثاوي، الذي يُطلق عليه غالبًا نظام “الراحة والهضم” نظرًا لدوره في تهدئة الجسم، على عكس الجهاز العصبي الودي الذي يُحفز استجابة “القتال أو الهروب”. يعمل هذا العصب كطريق سريع حيوي، يربط الدماغ بأعضاء أساسية مثل القلب والرئتين والجهاز الهضمي، كما أنه يُشارك بفاعلية في تنظيم إشارات الألم.
تفاصيل الدراسة ونتائجها الواعدة
في هذه الدراسة الرائدة، قام باحثو جامعة تكساس بإجراء تجربة هي الأولى من نوعها لتقييم فعالية تحفيز العصب المبهم غير الجراحي عبر الأذن (tVNS) في علاج آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام.
صرّح الدكتور كوساكو أوياجي، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ المساعد في العلاج الطبيعي وعلوم الحركة بكلية العلوم الصحية بجامعة تكساس، قائلًا: “بصفتي معالجًا فيزيائيًا، لطالما شاهدت معاناة العديد من المرضى من آلام الركبة المُرتبطة بهشاشة العظام. هذا حفّزني على البحث عن طرق لتحسين جودة حياتهم، وقد أظهرت نتائجنا إمكانات واعدة.”

وأوضح أوياجي أن “الأدلة الحالية تُشير إلى أن المصابين بألم الركبة الناتج عن هشاشة العظام يعانون من خلل في توازن نشاط الجهاز العصبي الودي واللاودي في الجسم، مما قد يُساهم في الشعور بالألم.” وأضاف: “من خلال تحفيز العصب المبهم، افترضنا أن علاجنا قد يُصحح هذا الخلل، وبالتالي يُقلل الألم.”
وفي الدراسة، اختبر الباحثون طريقة العلاج الجديدة على 30 شخصاً بالغاً، تصل أعمارهم إلى 45 عاماً أو أكثر، وكانوا جميعاً يعانون من التهاب مفاصل الركبة. وعلى مدار التجربة التي استمرت 30 دقيقة، كان المتطوعون يرتدون جهازاً خاصاً يتم تثبيته على الأذن ويبعث نبضات لتحفيز العصب المبهم أو الحائر.
كانت النتائج مُشجعة للغاية؛ فقد تجاوز أحد عشر مشاركًا من أصل 30 (37%) الحد الأدنى من التحسن السريري المهم في درجة الألم في الركبة، وقال 93 في المئة من المتطوعين إنهم لم يتعرضوا لأي أعراض جانبية.
وأوضح الباحثون أن “هذا يُشير إلى أن تحسن الأعراض قد يكون ناتجًا عن تحسن وظيفة الجهاز العصبي الباراسيمبثاوي أو آليات الألم المركزية، نظرًا لعدم تطبيق أي تدخل موضعي على الركبة.”
وأكدوا أن البيانات الأولية الجديدة أظهرت إشارات واعدة حول سلامة وإمكانات وقبول وفعالية تحفيز العصب المبهم لأعراض هشاشة العظام في الركبة.” وأضافوا أن هذه النتائج تتطلب ضرورة إجراء دراسات أكبر وأكثر شمولًا تتضمن عقد مقارنة بين تأثير العلاج بتحفيز العصب الحائر ووسائل علاجية أخرى معمول بها.