يُعرف فيتامين د بدوره في تعزيز صحة العظام والمناعة وتحسين المزاج. وتشير دراسة جديدة إلى أن فيتامين د قد يساهم في صحة الدماغ، حيث أظهرت دراسة نشرت في مجلة “ألزهايمر والخرف” أن مكملات فيتامين د قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 40%، خاصة لدى الأشخاص الأصحاء الذين ليس لديهم عوامل وراثية تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
لا ينبغي الاستعجال في تناول مكملات فيتامين د بناءً على هذه الدراسة وحدها، حيث يقول الدكتور تشارلز بيرنيك، وهو طبيب أعصاب متخصص في مرض الزهايمر في مركز لو روفو لصحة الدماغ التابع لعيادة كليفلاند، إن الدراسات الوبائية لا تثبت بشكل قاطع وجود علاقة سببية بين تناول فيتامين د وتقليل خطر الإصابة بالخرف. ويشير إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات التي من خلالها يمكن لفيتامين د أن يحمي الدماغ.
ماذا أظهرت الدراسة؟
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من المركز الوطني لتنسيق مرض الزهايمر في سياتل. وقاموا بمتابعة 12388 شخصًا أصحاء لمدة 10 سنوات. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات فيتامين د كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40% مقارنة بالآخرين.
على الرغم من هذه النتائج الواعدة، إلا أن الأسباب وراء انخفاض خطر الإصابة بالخرف لدى متناولي فيتامين د ليست واضحة تمامًا. يشير بيرنيك إلى أن هناك عوامل أخرى قد تساهم في هذه النتيجة، مثل تناول فيتامينات أخرى أو ممارسة المزيد من النشاط البدني، مما يجعل من الصعب تحديد تأثير فيتامين د بشكل منفرد. قد يكون هناك أيضًا عوامل اجتماعية واقتصادية تؤثر على نتائج الدراسة، حيث إن الأشخاص الذين يتناولون مكملات غذائية بشكل عام قد يعيشون نمط حياة أكثر صحة.
لماذا قد يقلل فيتامين د من خطر الإصابة بالخرف؟
هناك عدة نظريات تفسر دور فيتامين د في تقليل خطر الإصابة بالخرف. أحد التفسيرات المحتملة هو أن لفيتامين د خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة تساعد في حماية الدماغ.
كما يشير الدكتور بيتر جليبوس، مدير علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي في معهد ماركوس لعلوم الأعصاب، إلى أن فيتامين د يساهم في تحسين عمل الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية ضرورية لتواصل الخلايا العصبية مع بعضها. بالإضافة إلى ذلك، يساهم فيتامين د في صحة الدماغ بشكل غير مباشر من خلال دعم صحة القلب والأوعية الدموية، مما يحسن تدفق الدم إلى الدماغ.
كيف يمكن الحفاظ على صحة الدماغ؟
هناك العديد من الطرق المدعومة علمياً لتقليل خطر الإصابة بالخرف وحماية صحة دماغك مع تقدم العمر. يؤكد الدكتور بيرنيك أن ممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الرياضية متوسطة الشدة تعتبر من أهم الخطوات للحفاظ على صحة الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي متوازن مثل النظام المتوسطي والحصول على قسط كافٍ من النوم يساهمان في تقليل هذا الخطر. من ناحية أخرى، فإن عوامل مثل التدخين، والإفراط في تناول الكحول، وسوء السيطرة على مرض السكري، وفقدان السمع تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
يرى الخبراء أن الإصابة بالخرف ناتجة عن مجموعة من العوامل وليس عامل واحد فقط. العمر والوراثة يعدان من العوامل التي لا يمكن التحكم فيها، ولكن من خلال اتباع نمط حياة صحي يمكننا تقليل تأثير هذه العوامل.